تفكيك شبكة جزائرية تستهدف قاصرين مغاربة في سبتة المحتلة

ظاهرة استغلال الأطفال (صورة تعبيرية)

في 04/07/2025 على الساعة 22:00

أقوال الصحففي عملية أمنية حديثة، كشفت الشرطة الوطنية الإسبانية بسبتة المحتلة، عن تفكيك شبكة إجرامية جزائرية، متورطة في جرائم الاعتداء الجنسي والنصب والاحتيال المرتبطة بوعود كاذبة بالهجرة، تستهدف قاصرين مغاربة في مراكز إيواء المهاجرين، حيث تتربص بهم وتستغل ظروفهم الاجتماعية الصعبة.

وأفادت يومية «الصباح»، في عددها الصادر نهاية الأسبوع الجاري، بأن الشرطة ألقت القبض على مهاجر جزائري يقيم بمركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين بمدينة سبتة المحتلة، وذلك على خلفية شكاية مباشرة تقدم بها أحد القاصرين يتهمه فيها بالاعتداء الجنسي. وقد تم توقيف المعني بالأمر واقتياده إلى مقر الشرطة من أجل تعميق البحث، في انتظار عرضه على أنظار القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه.

وأوردت اليومية أن التحريات المنجزة كشفت أن المشتبه فيه اعتدى جنسيا على قاصر يبلغ من العمر 12 عاما في مركز للإيواء، حيث بدأت التحرشات بالتقبيل وتحسس الأعضاء التناسلية، قبل أن تتطور إلى اعتداء كامل، علما أن المعلومات الأمنية تشير إلى أن الشبكة تضم جزائريين آخرين يشتبه في تورطهم في اعتداءات مماثلة على قاصرين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما.

وعلى إثر ذلك، تواصل المصالح الأمنية تحرياتها لكشف المزيد من أفراد الشبكة، التي حاول الموقوف التكتم على هوية أعضائها، إذ أكدت التحقيقات وجود حالات متعددة لاعتداءات جنسية وقعت في فضاءات محددة، سواء في شقق خاصة أو داخل مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين، خاصة أن الشبكة تستغل الوضعية الاجتماعية الهشة للقاصرين، ومعظمهم مهاجرون سريون، مستخدمة إغراءات مالية أو وعودا كاذبة بتسوية أوضاعهم القانونية للهجرة إلى إسبانيا.

وذكرت يومية «الصباح» بأن هذه الواقعة تنضاف إلى سلسلة تدخلات أمنية شهدتها سبتة المحتلة خلال الفترة الأخيرة، حيث أوقفت الشرطة اثنين آخرين مرتبطين بالشبكة نفسها يواجهان تهما تتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، إذ تم توقيف جزائري في حي «الميكستو» بناءً على شكوى تقدم بها ضحيته، كما أُلقي القبض على شريكه في ملف مماثل، ما دفع المصالح الأمنية إلى تشديد الرقابة على بعض الجزائريين المقيمين في محيط مراكز إيواء المهاجرين.

وفي تعليقه على الموضوع، شدد سعيد العزوزي، رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة والفاعل في مجال حماية الطفولة، في تصريح لجريدة «الصباح»، على أن تنامي ظاهرة استغلال القاصرين المغاربة من قبل شبكات الهجرة السرية وما يرافقها من مخاطر، كالعنف والاستغلال الجنسي، يعكس الحاجة الملحة لإعادة الاعتبار لمؤسسات التنشئة الاجتماعية بالمغرب.

واعتبر العزوزي أن المعالجة ينبغي ألا تُختزل في المقاربة الأمنية، بل يتعين أن تنطلق من الأسرة والمدرسة، مرورا بالدور الحيوي الذي تضطلع به جمعيات المجتمع المدني في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى الأطفال، مبرزا أن انسداد الأفق وغياب سياسات اجتماعية دامجة يجعل هذه الفئة أكثر عرضة للاستقطاب من قبل شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 04/07/2025 على الساعة 22:00