طنجة تشرع في تأهيل أول بناية تاريخية خلال عهد الحماية

ديابوراماشرعت ولاية مدينة طنجة، مطلع الأسبوع الجاري، في إطلاق مشروع جديد يرمي إلى إعادة تأهيل وترميم وإصلاح أول بناية تاريخية تم إنشاؤها بالبولفار «شارع باستور» قلب المدينة منذ سنة 1910.

في 10/02/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 10/02/2024 على الساعة 08:00

السعيد قدري / le360

وكانت هذه البناية التاريخية، التي ضمت في السابق مقرا للشرطة في عهد الحماية الدولية، ودارا للسلف والدين، قبل أن تصبح سنة 1985 مقرا لمكتبة عبد الله كنون الشهيرة ومندوبية لوزارة السياحة الجهوية.

وحددت مدة أشغال تأهيل هذه البناية التاريخية في ستة أشهر، وفقا لما ذكرته مصادر خاصة، والتي أضافت أنه سيتم القيام بأعمال إصلاح واسعة داخل البناية إلى جانب ترميم الواجهة والطوابق التي تتكون منها بينها طابق كان مقرا للشرطة في العهد الدولي للمدينة، وذلك مقابل مبلغ مالي جرى رصده لهذه العملية وناهز حوالي 6.175 مليون درهم.

وتشير معطيات تاريخية إلى أن البناية التاريخية كانت أول بناية تشيد بالبولفاز بطوابقها الثلاثة، واختيرت في القرن الماضي كطابع بريدي خاص في طنجة الدولية.

ويقول يونس الشيخ علي رئيس مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة، في تصريح لـle360 أن للبناية تاريخ مهم، فهي بناية يعود تاريخها إلى سنة 1910 وتعتبر أول بناية بشارع باستور، ووظيفتها كانت دار السلف تابعة للفرنسيين، و المكلف بتحصيل الديون المتراكمة على المغرب في عهد طنجة الدولية، لأن الفرنسيين، حسب المتحدث ذاته، كانت لهم عدد من البنايات بطنجة مثل معهد باستور والمدرسة الفرنسية والقنصلية وفندق فيلا دي فرنس والكورسال الفرنسي والكنسية الفرنسية وعدد من الشركات والابناك.

ويضيف يونس الشيخ علي أن هذه البناية كانت كذلك مركزا لشرطة على عهد طنجة الدولية، مبرزا أن ترميمها وإصلاحها بالنسبة له مهم جدا، لأنها تمثل « رمز المعمار الحديث الذي شهدته مدينة طنجة بداية القرن العشرين ».

وأوضح رئيس مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة، أن ترميمها يشكل إعادة اعتبار لمبنى تاريخي عرف بحقبة تاريخية في المدينة، وهو مناسبة لإعادة الاعتبار أيضا لما قدمه الراحل عبد الله كنون الحساني، الذي وهب كل مقتنياته وكتبه لهذه البناية حتى تبقى منارة للإشعاع العلمي والمعرفي تستفيد منها الأجيال الصاعدة، ولذا كان من الواجب، حسب يونس الشيخ علي: « الحفاظ عليها والاعتناء بها حتى لا يضيع هذا الإرث الذي تركه السلف.. وهذا نعتبره واجب وطني ».

ويروم المشروع الجديد، الذي يكلف غلافا إجماليا يقدر بنحو 6.157 مليون درهم، منها 4.767 لأشغال التهيئة، ونحو 1.390 مليون درهم لتجهيز مكتبة عبد الله كنون، تنفيذ توصيات المناظرة الجهوية حول الثقافة التي جرت بطنجة قبل سنوات وترميم وتأهيل المكتبة كمنارة فكرية مرجعية، والتي تحتوي على آلاف المخطوطات النادرة والكتب.

نشير الى ان البناية، تضم مكتبة عبد الله كنون، التي تأسست سنة 1985، وأهدى محتوياتها العلامة الراحل عبد الله كنون لمدينة طنجة سنة 1979.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 10/02/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 10/02/2024 على الساعة 08:00