وشهدت المراكز الاستشفائية الجامعية، في مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأكادير ووجدة وفاس، يوم أمس الأربعاء، وقفات احتجاجية مع حمل الأطر الطبية للشارة السوداء، وقد طالب المشاركون فيها بفتح تحقيق في ظروف انتحار زميلهم.
وفي عددها ليوم الجمعة 9 شتنبر 2022، أوردت يومية "الأخبار"، نقلا عن رئيس جمعية الأطباء المقيمين في المستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، علاء العيساوي، قوله إن "ما وقع يدفعنا كأطباء إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت زميلنا إلى الانتحار"، لافتا إلى أن "الراحل عانى من ضغوطات كبيرة".
من جانبه، تضيف الصحيفة، طالب إلياس الخاطب، الكاتب العام للجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في المغرب، بـ"تحقيق شفاف ونزيه وشامل في الواقعة، وفتح نقاش جدي ومسؤول بين الأطراف المعنية كافة حول ضغوط نفسية وتحرشات ومعاملات لاإنسانية حاطة من الكرامة تتعرض لها فئة كبيرة من الأطباء المقيمين والداخليين بمراكز استشفائية جامعية عديدة، والضغط في القطاع هو سمة بارزة".
وقال الخاطب، في اتصال هاتفي مع الصحيفة إنه "تجب معالجة الموضوع في شموليته في إطار تأطير اشتغال الأطباء المقيمين والداخليين في المراكز الاستشفائية الجامعية"، مبينا أنه "من خلال تواصلنا مع الأطباء زملاء الراحل وعائلته، أكدوا لنا أنه كان يتعرض لضغوطات وقد منع من دخول المركز الجراحي، علما أنه متخصص في الطب الجراحي، وهو الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة بخصوص الحادث".
وفي السياق ذاته، أوضح الخاطب أن اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين والداخليين "تتابع الملف بالتدقيق، وتنتظر نتائج التحقيق"، مبرزا أنه "لم يتم بعد تقديم أي إجابات بمجلس النواب بعدما وجهت النائية البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب عن ظروف وملابسات الواقعة".
وكانت البرلمانية قد تساءلت: "كيف لأطباء في طور الدراسة وأطباء في طور التخصص، يعيشون ضغوطات يومية من طرف مؤطريهم، أن يكونوا أطباء متوازنين وقادرين على التكفل العلمي والنفسي بمرضاهم بعد تخرجهم؟"، معتبرة أنه "من شأن ما يجري أن يهدد سلامة التأطير الطبي ككل، والمشروع المجتمعي المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية التي يعلق عليها المغاربة آمالا كبيرة".
