بدلا من فتح نقاش علمي سليم، وبالتالي نزيه، أثارت أعمدتي الأخيرة المخصصة لمسألة الحدود الجزائرية المغربية حالة من الهستيريا بين بعض الصحفيين الجزائريين. بطبيعة الحال، لن أجيب على السب والإهانات، لأركز فقط على معطيات التاريخ فقط وحقائقه.
لذلك أطرح 5 أسئلة على الصحفيين الجزائريين، وسأكون مستعدا بشكل طبيعي وشخصي لقبول أي حجة تاريخية منهم:
السؤال الأول: هل رسمت فرنسا حدود الجزائر أم لا؟
السؤال الثاني: من أجل توسيع أراضيها الجزائرية، هل اقتطعت فرنسا أم لا، مناطق مغربية تاريخية لتضمها للجزائر الفرنسية؟
السؤال الثالث: قبل منح الاستقلال للجزائر، هل اقترح الجنرال دوغول بنعم أو لا على المغرب التفاوض بشأن مسألة الحدود الجزائرية-المغربية؟
السؤال الرابع: هل رفض العاهل المغربي آنذاك الشروط التالية: «كل مفاوضات مع الحكومة الفرنسية حاليا بشأن مطالب وحقوق المغرب ستعتبر طعنة في ظهر أصدقائنا الجزائريين الذين يقاتلون، وأنا أفضل انتظار استقلال الجزائر لأطرح مع إخواني الجزائريين الخلاف الحدودي».
السؤال الخامس: في 6 يوليوز 1961، هل وقع المغرب والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أم لا على الاتفاقية التالية:
«إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تعترف من جهتها أن المشكلة الترابية التي يطرحها ترسيم الحدود الذي فرضته تعسفا فرنسا بين البلدين سوف يجد حلا له في المفاوضات بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الجزائر المستقلة».
ولهذا، قررت الحكومتان إنشاء لجنة جزائرية-مغربية ستجتمع في أقرب وقت ممكن لدراسة وحل هذه المشكلة بروح من الأخوة والوحدة المغاربية» (بروتوكول اتفاق بين حكومة جلالة ملك المغرب والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية موقع يوم 6 يوليوز 1961).
وللتذكير فقط، كتبت مصالح المقيم العام في الرباط يوم 4 فبراير 1924 ما يلي:
«ليس هناك من شك في أنه في ذلك الوقت (قبل الحماية)، وسعت الإمبراطورية الشريفية نفوذها إلى جنوب الجزائر، وعزلت هذه الأخيرة عن الصحراء: لقد كانت الواحات الصحراوية لتوات وقورارة وتيديكلت خاضعة لسلطان المغرب لعدة قرون (...) وظل حكام مغاربة يمثلون السلطان هناك حتى الاحتلال الفرنسي لعين صالح (1902). وفي عام 1917، طلب الجنرال غورو، الذي كان آنذاك مقيما عاما بالنيابة، إعادة كولومب بشار إلى المغرب».