«درون» مغربي يصيب «قائدا عسكريا» لجبهة البوليساريو.. وغالي يُعلن حدادا في الرابوني

أبا عالي حمودي، «رئيس» ما يسمى بـ«المنطقة العسكرية السادسة وعضو الأمانة الوطنية التي تتولى مهام السلطة التنفيذية بجبهة البوليساريو»

في 02/09/2023 على الساعة 15:38

في يوم الجمعة فاتح شتنبر، قُتِل زعيم «منطقة عسكرية» وعضو «الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو» مع أربعة عناصر مسلحة أخرى من الميليشيا الانفصالية. في ما يبدو، إنها محاولة فاشلة للتسلل إلى إحدى مناطق الصحراء المغربية. وكانت البوليساريو هي التي أعلنت وفاة هذا «القيادي»، قبل أن تضيف أن إبراهيم غالي، زعيم الانفصاليين، أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام، وهو موقف غير معتاد خلال «الحرب».

أعلن البوق الدعائي لجبهة البوليساريو، أو ما يسمى بـ«وكالة الأنباء الصحراوية»، يوم الجمعة فاتح شتنبر، عن وفاة أحد القادة العسكريين وقيادات الحركة الانفصالية. ويتعلق الأمر بأبا عالي حمودي، «رئيس» ما يسمى بـ«المنطقة العسكرية السادسة وعضو الأمانة الوطنية التي تتولى مهام السلطة التنفيذية بجبهة البوليساريو». كما قُتل في العملية أربعة عناصر مسلحة أخرى من الميليشيا الانفصالية.

ولم تحدد جبهة البوليساريو الظروف الحقيقية لما تسميه «استشهادهم»، واقتصرت على الحديث عن هجوم على الجدار الدفاعي المغربي. وبحسب مصادر أخرى، فإن طائرة بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الملكية هي التي قامت بتصفية القائد العسكري لجبهة البوليساريو ورفاقه الأربعة. وهكذا، وبحسب موقع «الصحراوي»، وهو موقع مقرب من قيادة البوليساريو، فقد قُتلت العناصر الانفصالية الخمسة بعد أن «ردّت القوات الجوية المغربية باستخدام طائرتين بدون طيار».

وجاء في بيان صحفي آخر نشرته وكالة دعاية جبهة البوليساريو «الرسمية»، أن إبراهيم غالي أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام تكريما لأبا عالي حمودي. وهكذا وقع زعيم جبهة البوليساريو في فخه الذي نصبه، من خلال الاعتراف بشكل غير مباشر بأنه لا توجد حرب في الصحراء، لأنه إذا كانت هناك حرب بالفعل، فإنه لا يتم الإعلان عن الحداد على مقتل جنود، من المفترض أنهم يسقطون كل يوم.

وبالتالي، فإن كل شيء يوحي بأن «القائد العسكري» لجبهة البوليساريو، وهو أب لـ11 طفلا، قد دُفع إلى الانتحار، لأن اختفاءه يأتي في سياق الجهود السياسية الأمريكية والأممية الجارية حاليا في المنطقة، والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي لصراع الصحراء على أساس المخطط المغربي للحكم الذاتي.

وهذا هو الحال بالنسبة للزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المغرب ثم إلى الجزائر منذ فاتح شتنبر. وتهدف هذه الزيارة إلى إعادة إطلاق العملية الأممية من أجل تسوية سياسية لقضية الصحراء. ومن الواضح أن جوشوا هاريس، من خلال اقتصاره على الرباط والجزائر العاصمة، يظهر بوضوح أنهما الطرفان الرئيسيان المعنيان بالصراع المفتعل حول الصحراء.

وتأتي محاولة الاختراق الانتحارية هاته التي قام بها «القائد العسكري» لجبهة البوليساريو أيضا عقب الإعلان عن الجولة الوشيكة للمنطقة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. وترتبط هذه الجولة التي سيقوم بها ستيفان دي ميستورا في حد ذاتها بقرب الاجتماع السنوي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي سيخصص لملف الصحراء. وتسعى جبهة البوليساريو إلى تذكير المجتمع الدولي بأنها مازالت على قيد الحياة.

وفي أبريل 2021، وفي أعقاب اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي مخصص للصحراء، قُتل قائد ما يسمى بـ«درك البوليساريو»، الداه البندير، في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من تيفاريتي، غير بعيد عن الجدار الدفاعي المغربي.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 02/09/2023 على الساعة 15:38