المؤرّخة ليلى مزيان لـLe360: الخطاب الملكي أبرز بقوّة مدى تجذّر علاقة المَغاربة بالمحيط الأطلسي

المؤرخة ليلى مزيان لle360: الخطاب الملكي أبرز بقوة تجذر علاقة المغاربة بالمحيط الأطلنتي

في 19/08/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 19/08/2024 على الساعة 08:00

فيديوتعد المؤرّخة ليلى مزيان واحدة من الأسماء القليلة التي جعلت من البحر أفقاً معرفياً، انطلاقاً من عدد من الدراسات التاريخية الضاربة في عمق الأرشيفات العلمية ذات الصلة بالبحر بلغاتها العالمية المختلفة.

ترى المؤرخة والأكاديمية ليلى مزيان بأنّ الخطاب الملكي الأخير يحمل في طياته « تجذّر علاقة المغاربة بالبحر في السياق الجهوي والدولي، بحكم الموقع الجغرافي للمغرب. ذلك لأنّ الأمر يتعلّق بالقوة العميقة التي تُحدّد مواقف المغرب في إطار السياسة الدولية. وهذه القوى العميقة التي تربط المغرب بجواره المباشر وغير المباشر هي مُعقّدة جداً. لكنْ حين نتحدث عن المغرب وعلاقته بالمحيط الأطلنتي فإنّنا نتحدث عن « الأطلنتي المتوسط » والشمالي ثم الجنوبي. وبالتالي فإنّ المغرب حاضرٌ بقوة في هذا الجزء الكبير من العالم ». وترى صاحبة « سلا وقراصنتها » أنّ « المغرب سيستفيد من الجانب التاريخي الذي يُسمّى بالقوى المادية أيْ الجغرافية والسياسية والديمغرافية. فالمغرب انطلاقاً من خطاب الملك محمد السادس له مرتكزات قوية أخرى تتمثّل في القوى الروحية في علاقته مع دول الساحل ومع دول جنوب الصحراء، ذلك إنّ الأمر يتعلّق بعلاقات لها ألف سنة أيْ أنّها ذات تجذّر ضارب في القدم ».

وتضيف المؤرخة بأنّ القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً من لدن الملك « تُكرّس حضور الأطلنتي في مصير هذا البلد، ليس فقط اليوم ولكنْ البارحة. لكنْ ما يهمّنا هو هذا البعد الإفريقي الحاضر منذ مئات السنين ويمكن أنْ نعود إلى القرن السادس عشر وأيضاً مع بدايات عهد الاستعمار. فقد كان حاكم تومبوكتو دوماً يراسل السلطان المغربي للتأكيد على مسألة البيعة في المغرب. وبالتالي فإنّ هذا الحضور يتّحذ بعداً سياسياً وثقافياً وروحياً بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء. كما أنّ مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب سيُشكّل تحوّلاً جذرياً في علاقة المغرب وجيرانه الأفارقة لأنّ الأمر يتعلق بـ 12 بلد سيتم الاشتغال معهم في هذا المشروع البنّاء الكبير ».

وعن سؤال انفتاح المغرب على المحيط الأطلنتي بكل ما يُضمره من شراكات ثقافية واستيعاب العمق التاريخي لهذا الفضاء البحري، تقول ليلى مزيان بأنّ « المغرب كان وما يزال يعطي دوراً كبيراً للبعد الإفريقي في علاقاته الدولية وهي علاقات تاريخية مرتبطة بالجانب الثقافي بدول الساحل وجنوب الصحراء. خلال السنوات الأخيرة على أهمية هذه العلاقات واستعداده الدائم لربط وتوثيق علاقاته مع جنوب الصحراء وفق علاقات ودية متينة والمغرب مؤهل أكثر من غيره لتوطيد هذه العلاقات العميقة ذات البعد التاريخي. وهنا مسألة مهمة المرتبطة بالقوة الروحية وهي الذهنيات الجماعية لدول الساحل وجنوب الصحراء والرأي العام المُستعد دائماً في مواصلة هذه العلاقات التي تتّسم بالاحترام المتبادل وبثقافة واحدة ».



تحرير من طرف أشرف الحساني
في 19/08/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 19/08/2024 على الساعة 08:00