لتفادي المشاركة في الموائد المستديرة.. الجزائر تحث البوليساريو على رفض المسار السياسي الأممي برُمّته

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية

إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية . DR

في 09/12/2021 على الساعة 13:00

"جبهة البوليساريو لن تنخرط في أي عملية سلام" أممية في الصحراء. تم الإعلان عن ذلك في رسالة وجهها رئيسها، إبراهيم غالي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

وخلف هذه المناورة الجديدة تختبئ الجزائر التي تريد التهرب من مسؤوليتها وتفادي المشاركة في الموائد المستديرة القادمة على الرغم من إصرار الأمم المتحدة على ضرورة مشاركتها باعتبارها طرفا أساسيا في الصراع.

وأفادت قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية، نُشرت مساء الثلاثاء 7 دجنبر 2021، أن رسالة (غير مؤرخة) أرسلها رئيس جبهة البوليساريو إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وترفض الجبهة الانفصالية، في رسالتها إلى أنطونيو غوتيريش، تطبيق القرار الأخير لمجلس الأمن الذي أوصى الأطراف باستئناف عملية المفاوضات السياسية من خلال المشاركة في الموائد المستديرة التي يجب أن تشارك فيها، بالإضافة إلى المغرب وجبهة البوليساريو، الجزائر وموريتانيا.

وورد في هذه الرسالة أن "الحديث عن إعادة إطلاق عملية السلام في وقت يتعرض فيه المدنيون الصحراويون ونشطاء حقوق الإنسان للترهيب و لفظائع يندى لها الجبين هو حديث لا معنى له". وبالتالي فإنه "لن يترك لجبهة البوليساريو أي خيار سوى اتخاذ القرارات المناسبة بشأن مشاركتها في "العملية السياسية" وكذلك تعاونها مع بعثة المينورسو".

ويتهم إبراهيم غالي الأمم المتحدة بالتزام "الصمت المطبق وغير المبرر" والمغرب بأنه "دولة احتلال" ودولة "إرهابية"، مضيفا "أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من جبهة البوليساريو أن تنخرط في أي عملية سلام في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال المغربية فرض نظامها الإرهابي على الأراضي الصحراوية المحتلة وتستمر الأمم المتحدة في التزام صمتها المطبق وغير المبرر".

من خلال قراءة هذه الرسالة، يتضح أن إبراهيم غالي ينفذ إملاءات النظام الجزائري. لا يمكن تصور أن توافق البوليساريو على المشاركة في الموائد المستديرة التي ينوي، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا إحيائها، طالما أن قرار مجلس الأمن يأمر الجزائر بالمشاركة فيها.

وللتذكير، وبعد الإطلاع على مضمون مسودة القرار الأخير للأمم المتحدة بشأن الصحراء، أعلنت الجزائر رسميا يوم 22 أكتوبر الماضي، على لسان عمار بلاني، الدبلوماسي بوزارة الخارجية الجزائرية، رفضها المشاركة في الموائد المستديرة.

"نعبر عن رفضنا الرسمي الذي لا رجعة فيه لهذه الصيغة المسماة بالموائد المستديرة، كما كلفنا ممثلنا الدائم في نيويورك بإبلاغ هذا الموقف للحكومة الجزائرية إلى رئيس مجلس الأمن وطلبنا منه تعميم هذه المذكرة الشفوية على جميع أعضاء المجلس"، وفق ما أكده عمار بلاني في تصريح حصري لوكالة الأنباء الجزائرية.

لكن هذه التهم الهستيرية للنظام الجزائري ضد الأمم المتحدة ذهبت سدى بعد أسبوع من ذلك، وسوف يتم إحباطها مرة أخرى باعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة القرار 2602 يوم 29 أكتوبر 2021، مذكرا أن "للدول المجاورة دور أساسي تلعبه في حل قضية الصحراء".

كما فشلت الجزائر في محاولتها لاستمالة موريتانيا للانسحاب من مسلسل الموائد المستديرة الذي وضعه المبعوث الشخصي السابق إلى الصحراء، الألماني هورست كوهلر. وقد أشرف هذا الأخير على تنظيم مائدتين مستديرتين رباعيتي الأطراف في جنيف، عقدت الجولة الأولى منها في دجنبر 2018 والثانية في مارس 2019. واعتبرتهما نواكشوط اجتماعين إيجابيين للغاية.

لتجنب مواجهة المجتمع الدولي، قامت الطغمة العسكرية بتحريك البوليساريو لتجنب صدمة أكثر إيلاما من نص القرار 2602. وحين ترفض البوليساريو المشاركة في العملية السياسية، يمكن للطغمة العسكرية الجزائرية الاختفاء وراء رفض الانفصاليين. الحرب. ومع ذلك، فإن استراتيجية الغميضة هذه لن تصمد أمام اختبار الزمن.

لن يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام رغبة الجزائر في عرقلة مسار الحل السياسي لنزاع الصحراء. ومثلما طلبت الطغمة العسكرية من البوليساريو إعلان رفضها المشاركة في العملية السياسية، فإنه سيطلب منها في وقت قريب التراجع عنه.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 09/12/2021 على الساعة 13:00