وأشار العرايشي إلى أن تكلفة إنتاج حلقة واحدة من مسلسل مغربي تصل إلى 450 ألف درهم، وهي تكلفة لم تتغير منذ 12 عاما، بينما تصل تكلفة حلقة من إنتاجات « نتفليكس » إلى 70 مليون درهم، مشددا على أن « قيمة حلقة واحدة على المنصة تعادل ميزانية مسلسل مغربي كامل ».
ولمعرفة رأي الفاعلين في مجال الإنتاج الدرامي حول هذه التصريحات وأثر الميزانية على جودة الإنتاج والقطاع ككل، تواصل le360 مع المنتجين المغربين خالد النقري ومعاذ غاندي لاستقاء آرائهم.
وعلق المنتج المغربي خالد النقري صاحب شركة الإنتاج Disconnected Production ، في تصريح لـLE360، على استمرار الميزانية على حالها منذ أكثر من عقد، قائلا: « هذا الوضع لم يؤثر علينا كمنتجين فقط، بل أثر على القطاع بأكمله ». وأوضح أن هناك حاجة لزيادة الميزانية لتوفير فرص أكبر للشركات والعاملين في المجال، مضيفا أن القطاع يعاني من تحديات كبيرة مثل التضخم والالتزامات الضريبية.
وأبرز النقري نقطة لافتة، نقلا عن فيصل العرايشي في اجتماع سابق: « قال لنا الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إن الجودة ليست مسألة أموال، بل هي مسألة وعي وضمير ».
وأَضاف: " المنتجون المغاربة أصبحوا الآن « شركاء » مع الشركة الوطنية وليسوا مجرد « زبائن »، مما يحتم علينا إيجاد حلول للإنتاج بجودة عالية رغم القيود المالية ».
من جهته، اعتبر المنتج معاذ غاندي صاحب شركة الإنتاج Connexion Média، تصريحات العرايشي منطقية، مشيدا في تصريح لـle360، بالتقدم المحرز في قطاع الإنتاج الدرامي المغربي خلال السنوات الأخيرة. لكنه أبدى تحفظه على الميزانية الثابتة منذ 2012، والتي يرى أنها باتت لا تواكب تضخم التكاليف.
وأوضح غاندي أن جميع العاملين في القطاع، من ممثلين وتقنيين وغيرهم، يطالبون بزيادة أجورهم، مشيرا إلى أن هذا الضغط يثقل كاهل المنتجين، الذين يضطرون لإدارة الميزانيات المتوفرة عبر تقليص أيام التصوير وضغط العمليات الإنتاجية، للحفاظ على استمرارية الإنتاج.
ورغم هذه التحديات، يرى النقري وغاندي أن الدراما المغربية شهدت تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث السيناريو أو جودة الإنتاج، ما جعلها تحظى بإقبال جماهيري كبير، ليس فقط محليا بل أيضا على منصات عربية مثل «شاهد».
واستشهد النقري بنجاح نفس الكتاب والمخرجين والمنتجين المغاربة الذين تعاونت معهم قناة « MBC 5″، مما يعكس قيمة الدراما المغربية رغم القيود المالية.