ارتفاع قياسي في أسعار البصل يُحوّلها إلى عبء على الأسر المغربية.. ما الأسباب؟

بصل بضيعة فلاحية في إقليم الحاجب

في 07/04/2025 على الساعة 07:00

فيديوعرفت الأسواق المغربية، خلال الفترة الأخيرة، قفزة قياسية في أسعار البصل، فقد تخطى ثمن الكيلوغرام الواحد من البصل الجاف (الأحمر) في أسواق الجملة سقف 8 دراهم، ليبلغ حاجز 12 درهما بأسواق البيع بالتقسيط في بعض المناطق، وهو ما جعل هذه المادة الأساسية عبئا إضافيا على الأسر المغربية، سيما الفئات ذات الدخل المحدود.

كاميرا Le360، عاينت من إقليم الحاجب، باعتباره خزانا موسميا لمادة البصل بجهة فاس-مكناس، وتحديداً من الضيعات الفلاحية الممتدة بين سبع عيون وآيت بوبيدمان، مشاهد زراعة البصل التي تحولت إلى نشاط اقتصادي رئيسي يُشغل المئات من اليد العاملة المحلية خلال فترات الزرع والجني.

وفي هذا السياق، أوضح سفيان الكناوي، وهو فلاح بمنطقة آيت بوبيدمان، في تصريح لـLe360، أن أسباب ارتفاع أسعار البصل الجاف في هذه الفترة من السنة، راجع إلى قلته بالسوق الوطنية، موضحا أن إنتاج هذه المادة يكون بين شهر يوليوز وشتنبر، وأن ما يروج حاليا بالأسواق هو بصل جاف تم تخزينه لسد الاحتياجات في باقي أشهر السنة التي لا تشهد إنتاجا لهذه المادة، مؤكدا أن الخسارة التي تطال الفلاحين جراء التخزين ومصاريف النقل يتسببان في ارتفاع سعر البصل خلال شهري مارس وأبريل.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الفلاح لا يتحكم في السعر النهائي للمنتوج، موضحا أن المضاربين والوسطاء يشترون المحصول من الضيعات الفلاحية بأثمنة متدنية تتراوح بين 50 و80 سنتيما لدى الفلاحين الصغار، وما بين درهم ونصف إلى درهمين لدى الفلاحين الكبار، ليعاد تسويقه في الأسواق بأثمنة تصل إلى خمسة أضعاف، وهو تفاوت كبير لا يعكس بأي شكل من الأشكال ما يجنيه الفلاح من أرباح، بل إن الغالبية منهم يخرجون بخسائر فادحة رغم مجهودهم المضني.

وأشار، في سياق متصل، أن زراعة البصل الأحمر المعروف بجودته العالية إلى جانب البصل الأبيض المعروف بـ«الخضارية» الذي يزرع بكميات أقل، تمر بمراحل دقيقة بدءً بما يُعرف بـ«التحريفة» وهي نصف بصلة تُزرع لاستخراج الزريعة، قبل أن تُغربل وتُزرع من جديد للحصول على الرؤوس النهائية للبصل، وهي عملية تتطلب عناية يدوية دقيقة، وتختلف الإنتاجية حسب نوعية التربة، ونظام السقي، والأساليب المعتمدة في الزراعة، وقد تصل في بعض المناطق إلى 40 طناً للهكتار.

ومن جهته، يعزو محمد اهريمش، صاحب ضيعة فلاحية بمنطقة بودربالة، هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها ندرة التساقطات المطرية خلال الأشهر الأولى من السنة التي أثرت على الإنتاج المحلي، فضلا عن عوامل أخرى مرتبطة بتكاليف التخزين وخسائره المحتملة.

وإضافة إلى ذلك، طالب اهريمش وزارة الفلاحة والجهات المعنية بالتدخل العاجل لفتح باب التصدير أمام الفلاحين، وتنظيم هذا القطاع، حفاظا على رأس مال الفلاح وعلى استمرارية الإنتاج، دون الخوف من ارتفاع القدرة الشرائية للمواطنين.

وخلص محمد، في ختام حديثه، إلى أن زراعة البصل بإقليم الحاجب تمثل نموذجاً للفلاحة القروية التي تجمع بين الخبرة التقليدية والطموح نحو التجديد والتثمين، لكن نجاح هذه الزراعة في المستقبل رهين بإطلاق مشاريع رائدة كمشروع «أكروبوليس مكناس»، الذي طال انتظاره ولم يخرج لحدود اللحظة حيز الوجود، في وقت تظل فيه الحاجة ملحة إلى سياسات زراعية وتجارية أكثر استدامة لتفادي تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل، بما يضمن استدامة هذه الزراعة وتحقيق العدالة الاقتصادية للفلاح الصغير.



تحرير من طرف يسرى جوال
في 07/04/2025 على الساعة 07:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800