خمسة إشكالات كبرى، تتدارسها وزارة التجهيز والماء، بمعية كافة الشركاء في قطاع الماء، من أجل وقفها أو تجاوزها بشكل كلي خلال السنوات المقبلة، ويتعلق الأمر بانجراف التربة وتوحل حقينات السدود حيث يتسبب ذلك في ضياع ما يقارب 16 مليون متر مكعب سنويا من سعة التخزين بحوض أم الربيع بسبب تراكم الأوحال بحقينات السدود، إذ تقلص حجم مجموع حقينات سدود الحوض من 5 مليارات و505 ملايين متر مكعب إلى 4 مليارات و969 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل ضياع حوالي 537 مليون متر مكعب.
إقرأ أيضا : بالصور: سدود ومشاريع قيد الإنجاز لإنقاذ حوض أم الربيع من الجفاف
وتتعلق الإشكالية الثانية بتلوث الموارد المائية، فحسب معلومات صادرة عن وزارة التجهيز والماء، يتم إلقاء 60 مليون متر مكعب من المياه المنزلية المستعملة في الوسط الطبيعي (نسبة المعالجة %55).
وكذا تلوث الفرشات المائية جراء الاستعمال غير العقلاني للمبيدات والأسمدة في المجال الفلاحي، حيث يتم قذف ما يناهز 50 ألف طن سنويا من النيترات في الوسط الطبيعي بحوض أم الربيع.
إقرأ أيضا : روبرتاج: الجفاف يضرب سد بين الويدان.. ثاني أكبر سدود حوض أم الربيع
أما الإشكالية الثالثة، وهي التحدي الأكبر الذي تسعى الوزارة للتغلب عليه، مثل في توالي سنوات الجفاف، ويعتبر حوض أم الربيع الأكثر تضررا على المستوى الوطني، حيث سجلت سدوده عجزا في الموارد المائية للسنة الخامسة على التوالي.
ولتوضيح مدى تأثير الجفاف بحوض أم الربيع، فقد بلغ مخزون الموارد المائية بالحوض خلال سنة 2010، 4 مليارات و450 مليون متر مكعب، ليستمر في التقلص سنة بعد سنة، ليصل خلال السنة الحالية إلى 227 مليون متر مكعب.
وتخص الإشكالية الرابعة، تراجع التساقطات المطرية والواردات المائية بالحوض، حيث عرفت السنة الهيدرولوجية 2022-2023 عجزا في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي، بلغ 38 في المائة على مستوى الحوض، مما أثر سلبا على الواردات المائية بالسدود وتم تسجيل عجز قُدّرَ بـ69 في المائة.
إقرأ أيضا : بالصور: آثار الجفاف تظهر على وادي أم الربيع
وحسب الوزارة، فقد سجلت الوكالة، خلال الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى الشهر الجاري يوليوز 2024، عجزا في التساقطات المطرية، قُدّر بحوالي 54 في المائة مقارنة مع معدل الفترة نفسها من العام الماضي. كما أن نسبة ملء السدود بحوض أم الربيع سَجَّلت أدنى مستوياتها بنسبة ملء لا تتعدى 4.9 في المائة إلى غاية 21 يوليوز 2024، مما ينذر بوضعية صعبة، بل «غير مسبوقة»، خصوصا بالنسبة للمدن والمراكز المرتبطة بسد المسيرة.
ومن بين الإشكالات التي تسعى الوزارة لتجاوزها، ضعف تثمين الموارد المائية المعبأة، إذ لا تتعدى مردودية شبكات التوزيع بأغلب المراكز الحضرية 70 في المائة، كما أن ضياع المياه على مستوى شبكات السقي تجاوز 40 في المائة.
يذكر أن وزارة التجهيز والماء، وفي إطار استراتيجتها لتدبير نقص الموارد المائية، تعمل على تعبئة موارد مائية جديدة وإنجاز أو تأهيل سدود، بنفوذ وكالة الحوض المائي لأم الربيع، حيث برمجت إنجاز 6 سدود كبرى ومهيكلة بسعة تناهز مليار و827 مليون متر مكعب إضافية.
وتشمل هذه المشاريع، أيضا، تهيئة سافلة أم الربيع وتعلية سد إمفوت (من 9.41 مليون متر مكعب إلى 146 مليون متر مكعب)، تعلية سد سيدي إدريس لتصبح حقينته 150 مليون متر مكعب (2.45 مليون متر مكعب حاليا )، ثم إنجاز سد على مستوى حاجز سيدي الضاوي.
DR