وتستعد أسواق هذا الفضاء التاريخي، الذي يعتبر القلب النابض للعاصمة الروحية، لتكريس التقاليد الراسخة، حيث شرعت الأسر الفاسية في الإقبال على اقتناء الحلويات والمأكولات الرمضانية من حلوى الشباكية والمحنشة والخليع، وذلك لتأثيث موائد الإفطار في هذا الشهر المعظم.
ووفق ما عاينته كاميرا Le360، فإن معظم المحلات التجارية بالمدينة العتيقة كانت مكتظة بالمتبضعين والزبناء، وهو ما يعبر عنه بكل ارتياح باعة هذه الحلويات في العديد من الأحياء الشعبية والأزقة الأكثر ازدحاما وكثافة، من قبيل « الرصيف » و« الطالعة » و »باب بوجلود » وكذلك بالقرب من جامع القرويين والأندلس ومولاي ادريس، حيث تبرز أجواء الاحتفاء بشهر رمضان الأبرك.
ويحتفي أصحاب الدكاكين بحلول رمضان بطريقتهم الخاصة، والتي تمتح من روحانية الشهر الفضيل، فيما يلجأ بعض التجار في إطار التنافس إلى الوقوف أمام أبواب محلاتهم لجلب أكبر عدد من الزبناء عن طريق عرض التذوق من بعض ما صنعته أياديهم من مختلف الحلويات من نوع المخرقة والشباكية والحلوى الفيلالية، وذلك وفق العادة الشائعة التي يصطلح عليها اسم « الدواقا ».
حميد الشويطر، تاجر بالمدينة العتيقة بفاس، أوضح في تصريح لـle360، أن الإقبال على الحلويات المعسلة، مثل « الشباكية » و« البريوات » و« المحنشة » و« المقروط »-، يعرف تزايدا مع قدوم الشهر الفضيل، قل نظيره مقارنة مع شهور سائر السنة، إلى جانب الخليع المعروف بالجودة والتفرد عن باقي المدن الأخرى.
وبخصوص الأثمنة، كشف المتحدث ذاته أن الأسعار عرفت زيادة تقدر بثلاثة دراهم مقارنة مع السنة الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية المستعملة في تحضير هذه المأكولات والحلويات ضد من الزيت والطحين.
بدوره، قال محسن، اختصاصي في صناعة الحلوى الفيلالية بالطالعة الكبرى، إن « الإقبال على مدينة فاس يكثر عشية الشهر الفضيل، حيث يعتبر الأمر مناسبة مواتية للأجيال الصاعدة لتجديد الوصل مع التقاليد العريقة التي يتعين عليهم الحفاظ عليها ».
فسواء تعلق الأمر بأسر فاسية أو زوار من ربوع أخرى، أو سياح أجانب، كل هؤلاء يستسلمون لسحر تقليد عريق يضج بالحياة، ويزكيه شهر فضيل ذو خصوصيات متفردة.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا