ويرمي هذا السد إلى تأمين تزويد سكان المنطقة بالماء الصالح للشرب وحمايتهم من الفيضانات، إضافة إلى سقي الأراضي الزراعية المتواجدة بسافلة السد.
وحسب ما استقاه Le360 من خلال زيارته للمنطقة، فإن هذه المنشأة العملاقة، التي يصل علوها إلى 65 مترا، من المنتظر أن تخلق طفرة كبيرة وقيمة مضافة بالمنطقة، نظرا لكون سد «قدوسة» من أكبر وأهم السدود في الجنوب الشرقي للمملكة، والذي ينتظر أن يُغيّر وجه الإقليم بأكمله.
ووفقا لما وثقته كاميرا Le360, فإن كمية المياه المتواجدة حاليا لا تتجاوز 20 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء تناهز 9% من الحقينة الإجمالية للسد، بينما وارداته المتوسطة تصل إلى حوالي 30 مليون متر مكعب في السنة.
ويشار إلى أنه تم إعطاء الضوء الأخضر للقيام بأول طلقة مائية على مستوى سد «قدوسة» منذ إنجازه، شهر غشت من العام 2023، حيث بلغ حجمها 8 ملايين متر مكعب، تروم سقي المدارات المتواجدة بسافلة سد «قدوسة» ودعم وتزويد المراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب، إذ يتعلق الأمر بمدار قدوسة وتازكارت وبودنيب والسهلي، وهو ما عاد بالنفع على فلاحي المنطقة.
وقالت سعاد بومسهول، المكلفة بقسم تقييم وتخطيط الموارد المائية بوكالة الحوض المائي لكير زيز غريس -إقليم الرشيدية-، إنه إلى جانب كونه من بين أكبر السدود على مستوى نفوذ الوكالة، يتم تدبير أربعة سدود أخرى، بما في ذلك سد الحسن الداخل الذي يقوم بدور مزدوج يتمثل في حماية واحات ووادي زيز من الفيضانات والحفاظ على الحد الأدنى من المياه.
سد «قدوسة» العملاق».. مشروع عملاق لتزويد الصحراء الشرقية للمملكة بالماء الصالح للشرب
وأشارت، أيضا، إلى أهمية سد تودغة وسد تيمقيت، حيث تمكن هذه السدود من تعبئة الموارد المائية السطحية التي يتم استعمالها في فترات الجفاف كما هو الحال بالنسبة للست سنوات الأخيرة التي تعيشها المملكة عموما، ومنطقة نفوذ الوكالة على الخصوص.
جدير بالذكر أن الحقينة الإجمالية لسد «قدوسة» تناهز 220 مليون م3، حيث يهدف السد إلى حماية الواحات المحيطة بضفاف وادي كير من الفيضانات، وتأمين مياه السقي لنحو 5000 هكتار، إضافة إلى توفير مياه الشرب لساكنة تقدر بحوالي 15 ألف نسمة. ويقدر متوسط حجم المياه التي ستُعَبئ سنويا بنحو 33 مليون م3، ستُوَجه منها 30 مليون م3 لرَيّ الأراضي الفلاحية السقوية في سافلة السد.