إقبال منقطع النظير
توافد المواطنون بكثافة على محلات بيع الأضاحي، خاصة تلك المجاورة لمطاعم « الباطوار » في منطقة الحي المحمدي. وأدى هذا الإقبال الكبير إلى رفع أسعار أكباش « الصردي » من 83 درهمًا للكيلوغرام إلى 90 درهمًا، في حين ارتفعت فجأة أسعار أكباش « البركي » و« الدمان » و« تمحضيت » من 75 درهمًا إلى 90 درهمًا. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، حافظت أسعار الأكباش المستوردة من إسبانيا على استقرارها، حيث بيعت أغنام « الميرينوس » بدون قرون بسعر 60 درهما للكيلوغرام، و65 درهما للرؤوس ذات القرون.
خلال جولتنا بين هذه الدكاكين المتخصصة في بيع الأكباش على طول السنة، صادفنا جواد (45 سنة) الذي كان مرفوقا بزوجته وهما يبحثان عن كبش من فصيلة الصردي لا يتجاوز ثمنه 2500 درهم، وبعد بحث طويل اصطدم الزوجان بأن المبلغ الذي بين يديهما لن يمكنهما من اقتناء سوى كبش صغير.
« كنت أتوقع أن تكون الأسعار معقولة نظرًا لوفرة العرض، لكن اللهفة والتهافت جعلا الأمر صعبًا علينا »، يقول جواد وهو يمط شفتيه من الحسرة.
وحكى هذا الزوج كيف قرر في اللحظة الأخيرة أن يخالف عادته كل عام بأن يقتني هذه المرة خروفا من فصيلة « البركي »، نظرا لرخصه مقارنة مع « الصردي »، غير أنه اصطدم مرة أخرى بأن أسعار هذه الفصيلة قفزت هي الأخرى دفعة واحدة لتستقر عند 90 درهم للكيلوغرام.
وأوضح بن حيمودة، بائع أغنام شهير بهذه المنطقة، أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع المفاجئ يعود إلى « اللهفة » والتهافت الكبير من طرف المواطنين على شراء الأضاحي في وقت مبكر خوفًا من نفاد الكمية المتاحة في السوق.
وأضاف قائلاً: « الطلب المتزايد على الأضاحي رفع الأسعار بشكل كبير، ورغم وفرة العرض إلا أن اللهفة كانت العامل الحاسم في ارتفاع الأسعار. »
وشوهدت الكثير من الأسر وهي تغادر هذه الدكاكين « الملتهبة » نحو وجهات أخرى، ساخطة على الوضع بعدما لم تسعفها ميزانيتها المحدودة في اقتناء خروف مناسب. أما جواد وزوجته فقد انبريا، على مضض، بحثا عن دكان في الجوار يعرض الأغنام المستوردة من إسبانيا، على الرغم من أن هذا الخيار لم يكن في حسبانهما من قبل.
في حين قال مصطفى الذي كان مرفوقا بزوجته وطفليهما، وهو يعاين هذا التهافت على الشراء، إنه يفضل الانتظار حتى الساعات الأخيرة وفي اعتقاده أن الأسعار ستهوي: « أعتقد أن الأسعار ستنخفض في الأيام الأخيرة قبل العيد، حيث سيحاول الباعة التخلص من المخزون المتبقي. »
المخاطرة بالانتظار
في ظل هذا التهافت، يفضل بعض المواطنين الانتظار حتى الساعات الأخيرة قبل حلول العيد على أمل انخفاض الأسعار.
على الرغم من هذا الاعتقاد الشائع بين بعض المواطنين، إلا أن الكساب بن حيمودة أكد أن العكس هو ما سيحدث. وأوضح قائلاً: « الطلب سيتزايد في الأيام الأخيرة قبل العيد، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر، لأن العرض سيكون أقل والطلب سيزيد بشكل كبير في الدقيقة الأخيرة. »
وهكذا تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى، نظرًا لتزايد الطلب وقلة العرض.
وفي ضوء هذه التطورات، ينصح الخبراء المواطنين بالتخطيط المبكر لشراء الأضاحي وتجنب الانتظار حتى اللحظات الأخيرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاضطرار إلى دفع أسعار أعلى بشكل كبير. كما ينصح بضرورة التوجه إلى الأسواق في الأوقات الأقل ازدحامًا لتفادي التهافت والزحام الذي يساهم في رفع الأسعار.