بالصور: مغاربة يفضلون اقتناء الأضاحي من المراكز التجارية الكبرى

مركز تجاري بالبيضاء يعرض أضاحي للبيع

في 11/06/2024 على الساعة 13:00, تحديث بتاريخ 11/06/2024 على الساعة 13:00

على بعد أقل من أسبوع على حلول عيد الأضحى، يواصل المغاربة بمختلف طبقاتهم الاجتماعية البحث عن الأضحية المناسبة لقدرتهم الشرائية. في ظل هذه الاستعدادات، تنوعت استراتيجيات اقتناء الأضاحي بين المغاربة، حيث يلجأ البعض إلى التنقل من سوق إلى آخر ومن معرضٍ إلى آخر بحثًا عن السعر الذي يناسبه، بينما وجد آخرون ضالتهم في المراكز التجارية الكبرى، حيث يتمتعون بـ« الضمانات » التي تقدمها هذه المتاجر بعيدا عن الوسطاء المعروفين بـ« الشناقة ».

ي

يفضل عدد من المواطنين شراء أضاحيهم من المساحات التجارية الكبرى بدلًا من التوجه نحو الأسواق الأسبوعية والضيعات الفلاحية. ويعود هذا التفضيل إلى عامل القرب الذي يجنبهم التعامل مع الوسطاء الذين يُتهمون بالتسبب في رفع الأسعار بشكل صاروخي.

في مدينة الدار البيضاء، خصصت مختلف المراكز التجارية الكبرى مساحات شاسعة لعرض مختلف الأصناف المحلية والمستوردة من الأغنام، مع الحرص على تعليق وإشهار الأثمنة التي يباع بها كل صنف.

ويتم الإعلان عن الأسعار باستخدام الملصقات لكل صنف على حدة، مما يسهل على الزبائن الاطلاع على الأسعار واتخاذ قراراتهم بناءً على ذلك.

تقول فاطمة، ربة بيت من حي عين السبع بالدار البيضاء، وهي تعاين بيديها بعض الخرفان من فصيلة الصردي المعروضة بأحد المراكز التجارية بالمنطقة: « أختار دائمًا المراكز التجارية الكبرى لأنها توفر شفافية في الأسعار والوضوح في العرض. يمكنني أن أرى السعر مكتوبا بوضوح وأعرف تماما ما سأدفعه ». وقبل أن تكمل تصريحها، قاطعها زوجها عمر ليضيف أن أهم سبب يجعلهما يفضلان اقتناء الأضحية من هذه المساحات الكبرى هو القرب، لكون الشقة التي يكتريانها لا تبعد سوى بأمتار عن هذا المركز التجاري.

بالنسبة لهاته الأسرة المتكونة من زوجين وثلاثة أبناء، فإن اقتناء أضحية العيد من المركز التجاري يوفر عليها مشقة التنقل إلى الأسواق أو الضيعات المنتشرة بضواحي الدار البيضاء، كما تغنيهم عن مصاريف النقل والإيواء بفضل الخدمة التي توفرها المساحات الكبرى.

أسعار الأضاحي: تفاوت وتنوع

حددت الأسواق الكبرى أسعار بيع الخروف من فصيلة « البركي » ما بين 70 و77 درهمًا للكيلوغرام، بينما يُباع خروف « الصردي » بـ83 درهمًا، والماعز بـ75 درهمًا. أما الفصيلة المستوردة « ميرينوس »، فيبلغ سعرها 60 درهمًا للكيلوغرام بالنسبة للرؤوس بدون قرون، و65 درهمًا لذات القرون.

ولوحظ إقبال بعض الأسر على اقتناء فصيلة الأغنام المستوردة نظرا لرخصها مقارنة مع الأغنام المحلية، مثل ليلى، وهي مستخدمة في مركز اتصال، حيث تقول إنها قررت هذا العام اقتناء كبش من فصيلة ميرينوس لفائدة عائلتها، بعدما سمعت عن مميزات هاته الفصيلة من صديقاتها اللواتي اقتنينها خلال العيد الماضي.

وبالنسبة لعبد الرحيم، وهو شاب مستخدم في مقاولة خاصة، فإنه اضطر لشراء كبش من الفصيلة المستوردة بعدما لم تسعفه الميزانية التي يخصصها كل عام لاقتناء الأضحية في اقتناء كبش من فصيلة الصردي أو البركي. يقول وعلامات الحسرة تعلو محياه: « على الرغم من أنني أضفت هذا العام مبلغ 500 درهم للميزانية التي أخصصها كل عام لاقتناء الأضحية، إلا أن مبلغ 2500 درهم لم يمكني من شراء كبش سمين وذي قرون، لذلك اضطررت إلى اقتناء خروف من فصيلة ميرينوس لا يتعدى وزنه 38 كلغ بمبلغ 65 درهما للكلغ ».

أما سعاد التي تعمل في مجال التعليم، فأوضحت أنها تفضل شراء الأضاحي المحلية، بدلا من الأضاحي المستوردة، مؤكدة أن الأولى أكثر جودة من الثانية. ويبدو أن هذه السيدة استعدت جيدا لهذه المناسبة بما يتناسب من أجل اقتناء أضحية تراعي المستوى الاجتماعي للأسرة. « نحن نخطط للميزانية مسبقًا، ونعلم أن تكلفة اللحم ستكون مرتفعة هذا العام، لذلك نحاول التوفير في بعض الأمور الأخرى لنتمكن من شراء الأضحية دون الإخلال بالتزاماتنا المالية الأخرى »، تقول سعاد بثقة في النفس.

تحديات وصعوبات

تثير الأغنام المستوردة حفيظة بعض الأسر بسبب صغر حجمها واختلافها عن الخروف المألوف لديهم. أثناء جولة في أحد المراكز التجارية الكبرى بالدار البيضاء، صادفنا أسرة تتكون من زوجين وطفلين، حيث كان الزوج يحاول إقناع زوجته وأبنائه باقتناء خروف مستورد من إسبانيا، بينما هم يعارضونه بدعوى أن الخروف الذي وقع عليه اختياره « صغير الحجم وليست له قرون ولا يشبه في شكله الخرفان الأخرى ».

وأمام هذا لموقف المحرج، وجد الزوج نفسه مضطرا إلى سحب أفراد أسرته ومغادرة المكان غاضبا وهو يؤنبهم ويردد بعصبية: « أنى لي بثمن ما تطلبون وأنا مجرد مستخدم بأجر بسيط؟ ».

السعر الحقيقي للحم الأضحية

حسب بعض الأطباء البيطريين، فإن نسبة اللحم التي تتبقى بعد عملية السلخ لا تتعدى 47 بالمائة من الوزن الإجمالي للخروف. وبالاستناد إلى الأسعار المشار إليها، فمن المتوقع أن يتراوح سعر الكيلوغرام من لحم الأضحية هذا العام بين 180 و200 درهم، ورغم ذلك فإن هذا الغلاء لا يقف أمام رغبة المغاربة في الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الكبيرة، حيث يبذلون الغالي والنفيس من أجل الحصول على « أضحية مثالية »، بما يحقق لهم الراحة النفسية والاستقرار المالي خلال هذه المناسبة الدينية ذات الرمزية البالغة.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 11/06/2024 على الساعة 13:00, تحديث بتاريخ 11/06/2024 على الساعة 13:00