الأرقام وحدها كفيلة برسم صورة الوضع. ففي الدار البيضاء، قفزت أسعار لحوم الغنم بالجملة بشكل كبير خلال أسبوع واحد فقط: من 95–110 دراهم/كلغ يوم 28 ماي إلى 120–135 درهما/كلغ بحلول 4 يونيو.
وسلكت اللحوم البقرية المنحى ذاته، حيث ارتفعت من 75–92 إلى 87–110 دراهم/كلغ خلال الفترة نفسها.
وأكد هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة في الدار البيضاء، هذا الضغط التصاعدي، لكنه اعتبره ظرفيا. وقال: «الارتفاع الحالي مرتبط بضغط مؤقت، خاصة على لحوم الأغنام والأحشاء (الدوّارة)، لكن المجازر ستستمر في العمل بشكل عادي باستثناء يوم عيد الأضحى (السبت)، وبالتالي لا داعي لشراء كميات كبيرة»، على حد تعبيره.
الذروة التي تم بلوغها خلال الأيام الأخيرة تختلف تماما عن الأسعار التي شهدها شهر ماي، حيث تراوحت أسعار لحوم الأغنام حينها ما بين 60 و105 دراهم للكيلوغرام. وخلال أسبوعين فقط، قفز السعر المتوسط بنسبة تقترب من 30%. أما لحوم البقر، التي كانت أكثر استقرارا، فقد تجاوزت بدورها عتبة 100 درهم/كلغ في بعض القطع بالجملة.
ويؤكد جوابري أن الأسعار بالتقسيط تصل إلى 150 درهما/كلغ بالنسبة للحم الأكباش، و130 إلى 150 درهما/كلغ بالنسبة للحم البقري.
إقرأ أيضا : عيد الأضحى: سكان العيون يقتنون اللحوم بالتقسيط احتراما للإهابة الملكية بعدم القيام بشعيرة الذبح
ما سبب هذا الغلاء؟ ارتفاع الطلب قبيل عيد الأضحى، إلى جانب المضاربة على المواشي ذات الحجم الكبير. ويشرح جوابري: «بالنسبة للأغنام، يختلف سعر الجملة حسب الوزن؛ فالمواشي التي تفوق 30 كلغ يتراوح سعرها بين 100 و110 دراهم/كلغ، في حين يمكن أن يصل سعر المواشي الأخف وزناً (بين 13 و20 كلغ) إلى 130 درهما/كلغ».
ورغم مخاوف بعض المستهلكين من انقطاع التزويد أو توقف عمل المجازر، يطمئن المهنيون الرأي العام ويدعون إلى الهدوء.
ويختم جوابري تصريحه بالقول: «لا داعي للذعر، المجازر ستظل تعمل حتى عشية العيد باستثناء يوم السبت، لذلك لا حاجة للتهافت أو الشراء بكميات كبيرة». ويشدد على أن هذا الوضع مؤقت ومن المتوقع أن ينحسر فور مرور مناسبة عيد الأضحى.
