وترتكز الصناعة التقليدية في هذه المناطق على تحويل جلد الماعز والإبل والفضة والعاجات الملونة والطين المحلي وبعض أنواع الأخشاب والأحجار الكريمة من طرف الصناع التقليديين، إلى منتوجات نفعية أو تحف فنية.
كما يلعب الحرفي أو الصانع دورا محوريا في تغيير المواد الخام إلى منتجات صالحة للعرض ولها دلالات وروابط بما هو تاريخي يحافظ فيه الصانع التقليدي على الموروث الثقافي لكل مجتمع على حسب الحقبة التي عاشها سلفا.
ومن خلال لقاء أجراه le360 مع فاطمة، التي تمتهن النقش على الجلد منذ القدم، وفي تقريب منها لهذه الحرفة التي تحتاج إلي جهد كبير من الإتقان والتركيز، قالت إن هذه المهنة التقليدية تبدأ بدباغة الجلد وبالخصوص جلد الماعز بعد أن يمر بمرحلة النتف إلي أن يصبح صالحا لكل المستلزمات (كأصرامة ولمساند ورواحل وتزياتن وأمشقب والفرو إضافة إلي الحقائب الجلدية وأغلفة المصاحف والمجلدات إلي غير ذلك من المسميات).
وبدوره كشف لحسن بركة، وهو صانع تقليدي، عن أهم المعروضات التي كانت حاضرة قديمة كالخلخال الخاص بالنساء والذي يزن قرابة نصف كيلوغرام من الفضة الخالصة، مؤكدا أنه لايزال حاضرا لكن مع غياب الاستعمال، كما أن الأساور النحاسية لازالت تستعمل للعلاج من الروماتيزم، حسب تعبيره.
ويبقى للخاتم حضور كبير، إلا أنه عرف بعض التحسينات والتطور نظرا للظرفية الراهنة. وبالإضافة إلى "الشريعة" التي تزين الخاتم، هناك إضافات أخرى كالأحجار الكريمة، التي أصبح أغلب أصحاب الطلبات يستعملونها لتزين خواتمهم.
وردة البربري، شابة تحاول هي الأخرى جاهدة أن تكون لها بصمة عبر صياغة الحلي من خلال مشروع ذاتي. ففي تصريح أدلت به لـLe360، أكدت أنها قد وجدت نفسها قادرة على تسويق منتجاتها التي يتم تصنيعها بمجموعة من المعادن وتزينها بالحجارة الكريمة (على غرار الميال، البزرار، النيل، ظهر الفكرون، لبلح، البديل)، مشيرة إلى أنها تحاول تطوير مشروعها بما يتماشى مع القدرة الشرائية للزبائن.