المَغاربة والبحر (2) - المؤرّخة ليلى مزيان: قراصنة سلا وصلوا حتّى السواحل الكندية والبرازيل

"المَغاربة والبحر".. المؤرّخة ليلى مزيان (2): قراصنة سلا وصلوا حتّى السواحل الكندية والبرازيل

"المَغاربة والبحر".. المؤرّخة ليلى مزيان (2): قراصنة سلا وصلوا حتّى السواحل الكندية والبرازيل

في 19/08/2023 على الساعة 16:45, تحديث بتاريخ 19/08/2023 على الساعة 16:45

فيديوعلى مدار 4 حلقات تأخذنا المؤرّخة والأستاذة الجامعية المتخصّصة في تاريخ البحر والعلاقات الدولية ليلى مزيان، من أجل فهم خصوصيات تاريخ المغاربة في علاقتهم بالبحر. إذْ تغوص المؤرّخة في أرشيفات إسبانية وبرتغالية وهولندية، من أجل تتبّع المسار الذي قطعه قراصنة سلا وما أسفر عن ذلك قضايا إشكالية تتعلّق بالمجتمع والاقتصاد والدبلوماسية المغربية. إنّها أرشيفات تاريخية مكتوبة بلغات عالمية، كان لها الأثر البيّن في فهم خصوصيات هذا التاريخ البحري وأهميته في صناعة التاريخ المغربي بشكلٍ عام.

تُعتبر ليلى مزيان، أحد أبرز المؤرّخين المغاربة اهتماماً بالبحر. ذلك إنّ أبحاثها العلمية غزيرة من حيث الكمّ وغنيّة من حيث النوعية. إنّ تكتب بطريقة تجعلها تُفكّر، بدل أنْ تقوم بعملية الجمع والتوثيق والوصف. غير أنّ فعل الكتابة عندنا مرحلة سابقة عن مرحلة البحث. فقبل الكتابة، تبحث صاحبة كتاب « سلا وقراصنتها: " في الأرشيفات العالمية بلغاتها المختلفة من فرنسية وإسبانية وبرتغالية، عاملة على التنقيب عن كلّ ما له علاقة بالمغرب. وهذا الأمر، أعطى للمُؤرّخة ميزة خاصّة داخل البحث التاريخي المغربي. ومن خلال هذا التاريخ البحري، حاولت ليلى مزيان عبر مؤلّفاتها (باللغة الفرنسية) ومحاضراتها وندواتها في معاهد وجامعات دولية أنْ تُوسّع أفق اشتغالها، من خلال التركيز عن المسار الذي قطعه البحر من اعتباره مختبراً اقتصادياً وفضاءً سياسياً إلى دعامة دبلوماسية قويّة ومُؤثّرة في بنية التاريخ المغربي الوسيط منه والحديث.

في هذا الجزء الثاني، تتطرّق ليلى مزيان إلى الكيفية التي تم بها نشوء ديوان قراصنة سلا، إذْ تعتبر بداية أنّ « مصطلح جمهورية غير مناسبٍ، لأنّه طالما استخدمه أوروبيون الذين كتبوا عن التاريخ البحري المغربي. ففي المصادر العربية يتم الحديث عن ديوان سلا. وهو مدينة بحرية نسميها سلا ولكن في تلك الفترة يتعلق الأمر بسلا الجديدة وهي الرباط حاليا. فهم كانوا الأولون الذين مارسوا هذا النشاط البحري في تلك الفترة. وهو عنف كان في تلك الفترة موجها لإسبانيا ».

وترى الباحثة أنّه في « عام 1627 قام قراصنة سلا بمهاجمة آيسلندا. وبعد 3 أسابيع سيقوم قراصنة الجزائر بعملية مشابهة، حيث سيهاجمون شرق آيسلندا. فهذا الهجوم المزدوج بقي في الذاكرة الجماعية والمعروف بـ « هجوم الأتراك ». ومصطلح تركي تعني مسلم، أي أن المغاربيون هاجموا جزيرة آيسلندا. بل وهاجموا على جزر فيروي وإيرلندا ودخلوا إلى نهر طاميس بالقرب من لندن وتقول المصادر أنّهم وصلوا إلى السواحل الشرقية وحتّى إلى البرازيل ».

وترى بأنّ القرصنة كانت « نظام مشروع لأنّ القرصان كان يهاجم البلاد العدوّة مع المغرب. ونفس الشيء لباقي البلدان الأخرى. فهذه المدن البحرية التي تعيش من موارد البحر. لأنّ القرصان يعتمد على ما يسمى باقتصاد الفدية. فكل الأسرى الذين يتم القبض عليهم يتم إعادة بيعهم من جديد. ولكن يتم أيضا العثور على مواد تجارية ويتم بيعها في الموانئ المغربية والأوروبية والأخرى الصديقة. حيث كان هناك شبكة من التجار المتخصصين في هذه الغنائم المسروقة ».

تحرير من طرف أشرف الحساني و خديجة صبار
في 19/08/2023 على الساعة 16:45, تحديث بتاريخ 19/08/2023 على الساعة 16:45