وأوضح المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن أكادير تعرف حاليا تطورا ملموسا في مجال البنايات الثقافية وهو عمل مهم جدا وتكريس للصناعة الثقافية وتقوية للقطاع السياحي في هذا القطاع، مؤكدا أن الحكومة تسعى لأن يكون الكجال الثقافي قاطرة للتنمية الإقتصادية والاجتماعية لمواجهة الأزمات التي يعيشها المغرب اليوم.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360 أن هذا المتحف سيساهم في خلق ثروة جديدة للمواطنات والمواطنين من خلال فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لكي يصبح القطاع الثقافي بهذه البنايات العالية الجودة مساهما فعالا في النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
من جانبه قال عبد العزيز الإدريسي، المسؤول على متحف الفن بأكادير، إن اليوم هو يوم خاص بالنسبة لتاريخ التحافة في المغرب وبالنسبة لمدينة أكادير، لأنه أول مرة المؤسسة الوطنية للمتاحف تصل مدينة الإنبعاث وبالتالي تزكي موقفها وخطتها من أجل تمكين مختلف المدن الكبرى من متحف من هذا النوع، لينضاف بالتالي هذا المكتسب للخريطة الوطنية للمتاحف.
وأكد مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في تصريح لـLe360، أن عاصمة سوس أصبحت أول مدينة تتوفر على متحف من هذا الحجم والنوع بالجنوب ما يجعلها تضيف هذا الصرح لرصيدها الثقافي وللرصيد الوطني بشكل عام.
وأبرز المتحدث نفسه أن المتحف يتكون من مجموعة متحفية تشمل أعمال لفنانين تشكيليين مغاربة هبة من أحد المغاربة الذين تحفظوا عن ذكر اسمهم ويتحدر من منطقة سوس، وأعمال أخرى أتت بها المؤسسة الوطنية للمتاحف خاصة في ما يتعلق بالأعمال التراثية.
ويقدم المتحف، يقول الإدريسي، تجربة فريدة لأنه يزاوج بين الأعمال التراثية والأعمال التشكيلية على اعتبار أنه في أحد التيمات الأساسية لهذا الصرح تيمة التجريد، حيث سيقدم مجموعة من الأعمال لرواد التجريد في المغرب وكيف استلهم هؤلاء الفنانين العناصر التراثية الموجودة في السجاد « الزربية » أو الحلي الأمازيغية وكيف تم توظيفها.
كما اشتغل الفنانون على مسألة الهوية من خلال إدراجهم للعناصر الثقافية في أعمالهم ذات الحمولة الرمزية والدلالة اللغوية أحيانا الحرف الأمازيغي أو العربي، ويبرز المتحف كيف جرى توظيفه من طرف فنانون من مدرسة الدار البيضاء أو الفنانين الذين ساروا على نهجهم انطلاقا من الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، وكيف دافعوا على مسألة الحداثة والهوية في المغرب، يضيف المصدر ذاته.
وخلص المتحدث إلى أن المتحف يسلط الضوء على كل هذه الجوانب ويمكن الوقوف على ذلك من خلال مجموعة من الشواهد الموجودة في المعرض الذي يقدم أكثر من 120 عملا تشكيليا بالإضافة إلى العشرات من الأعمال التراثية الأخرى، كما يقدم مجموعة من الأشرطة التوثيقية التي تقدّم لشهادات لأعمال فنانين تشكيليين مغاربة طبعوا المسار التشكيلي في المغرب انطلاقا من بداية القرن الماضي إلى الآن.