تأتي قيمة هذا المؤتمر العلمي الذي يشارك فيه كل من المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فهد السماري ورئيسة المجلس الدولي للأرشيف جوزيه كيريس والأمين العام للمجلس الدولي للأرشيف كارلوس سيرانو فاسكيز في كونه من المؤتمرات القليلة التي تُعنى بمجال الأرشيف والمحفوظات، أمام ما باتت تلعبه هذه المحفوظات من دور في إبراز قيمة الماضي بالنسبة للعديد من الدول ذات المرجعية التاريخية مثل المغرب. إذْ تُمكّن هذه المحفوظات من التعرّف على المراحل التاريخية الطويلة التي تقطعها البلدان، بما يجعل هذا الماضي يعيش في ديمومة الحاضر. ويحرص بيضا في عدد من مداخلاته ومؤلفاته وتجربته في الاشتغال بعالم الأرشيف والمحفوظات من التعريف بأهمية هذا العنصر ودوره الكبير في الحفاظ على الهوية وذاكرتها.
جدير بالذكر أنّ جامع بيضا، يُعدّ من المؤرّخين المغاربة الأكثر حضوراً داخل المشهد الثقافي، فهو يؤمن بقيمة التاريخ في فهم الحاضر والمكانة التي تتنزلها المحفوظات والوثائق في خدمة الحاضر. ذلك إنّ شرعية هذا الأخير لا تُكتسب إلاّ من خلال الماضي ورمزيته التي تعطي للحاضر والمستقبل مكانة لدى الآخر. ولا شك أنّ السنوات الطويلة التي قضاها بيضا على رأس مؤسسة أرشيف المغرب، مكّنته من اكتساب شرعية فكرية تجعله يستوعب قيمة المحفوظات ومكانتها الرمزية وقيمتها الحضارية في فهم العديد من الإشكالات التي تطال الواقع اليوم.
