يتعلّق الأمر هذه المرّة بكتاب مسرحي وليس روائي أو شعري، كما عودنا الأشعري في عددٍ من كتاباته الشعرية والروائية ذات الأثر الواضع في الثقافة المغربية. فهذا التعدد الذي يعيشه الأشعري في ذاته يُتيح له إمكانات مذهلة للتفكير في بعضٍ من القضايا والإشكالات التي تطال المجتمع، بحيث يستطيع معها اختراق الحدود والسياجات التي تقيمها أحياناً الأجناس الأدبيّة. فالانتقال إلى المسرح لا يأتي من باب التباهي بقُدرته على الكتابة والتجريب الفنّي، بل نابعٌ من إيمانه القوي بالإمكانات التي يمنحها هذا العبور من الأدب إلى المسرح على مستوى التفكير في الواقع، ليس من خلال اللغة الأدبيّة وشعريتها، وإنّما من باب التجريب المسرحي وفن الأداء والحوار وغيرها من العناصر التي تدخل ضمن المسرح.
وإلى جانب كتاباته في الشعر والرواية والنقد، شغل الأشعري منصب وزير للثقافة في نهاية التسعينيات في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي. وقد عُرف الأشعري بنقاشاته الثقافية الكبيرة داخل المجال العام عبر مشاركاته المتعددة في ندوات ولقاءات وندوات. وإلى اليوم ما يزال الأشعري مواضباً على اصدار مؤلفاته وتقديم محاضراته داخل المغرب وخارجه.