في هذه الدراسة التاريخية، حرص صاحب كتاب « علماء الإسلام » على كتابة تاريخ للأعلام والرايات المغربية من زاوية نظرٍ تأريخية للمراحل التي مرّ منها العلم المغربي في سبيل إبراز هويته الفنية وخصوصيته الجماليّة. وحرص الباحث في كتابه على الكتابة بأسلوب سلسٍ لا يرهم نفسه بالمفاهيم والنظريات والمناهج في كتابة التاريخ، بقدر ما جعل الكتابة تلقائية وذات نفس مُسترسل. كما غلب على الكتاب البعد التحليلي بحكم أنّه يتضمّن عشرات من الصور واللوحات والخرائط والأعلام التي تُظهر حيثيات هذه الصناعة، إذْ يتوقّف الباحث عند تفاصيل العلم الأحمر الذي يُزيّن الفضاءات العمومية منذ عام 1915 في الإدارات والأزقّة والشوارع والساحات وواجهات المحلات التجارية وبشكل خاص أثناء الاحتفالات الرسمية والأعياد الوطنية والتظاهرات الرياضية.
تقول دار النشر سوشبريس « في هذا الكتاب الشيق يواصل محمد نبيل مُلين سبر أغوار المفاهيم والرموز والشخصيات التي شكلت سيرورة المغرب المتعددة الأبعاد والتجليات. فهو يدعونا هذه المرة إلى إعادة اكتشاف تاريخ المملكة المتنوّع عن طريق تفكيك أحد أبرز شعاراتها: العَلم. بفضل مقاربة فريدة، نجح المؤرّخ في تجديد مجموعة من التصورات والتمثلات المتعلّقة بالمشترك. فباعتبار العلم ليس فقط مجرّد قطعة قماش ولكن وثيقة تفتح آفاقاً معرفية واسعة، أمكن تتبّع أهمّ المحطّات التي طبعت الشخصية المغربية منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا ».
وبالتالي، « يسدّ هذا الكتاب التوليفي إذن فجوة معرفية واضحة. إذْ يقدّم لنا لا سيما بفضل حشد معارف واسعة تحليلا رصينا لوظائف ودلالات ورهانات هذا الرمز الذي يتجدد باستمرار. كما أنه يسعفنا بقراءة فريدة تتبّع مسارات المملكة المتشعّبة عن طريق اكتشاف رمزها الأكثر شهرة ».
جدير بالذكر أنّ محمّد نبيل مُلين حاصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون وعلى دكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس. وهو يعمل باحثاً في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي كما أنه مؤسس قصة المغرب وهي علامة تروج لتاريخ المغرب. أصدر مجموعة من الكتب والدراسات والشرائط الوثائقية لاسيما « علماء الإسلام: تاريخ وبنية المؤسسة الدينية في السعودية بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين » و »السلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب » و »الخلافة: التاريخ السياسي للإسلام ».