وفي آخر المحاولات البئيسة لسرقة عناصر الهوية والحضارة المغربية، قامت مديرية الثقافة في مدينة تلمسان بقرصنة صورة لسيدة مغربية تمتهن حياكة الزرابي، لاستعمالها واستغلالها في الترويج لفعاليات الصالون الوطني الجزائري للحرف اليدوية التراثية الذي نظم بقصر المشور بمدينة تلمسان بين الخامس عشر والثامن عشر من ماي 2022.
هذه الصورة "المقرصنة" تعود لسيدة مغربية تدعى مباركة أيت أوحسي، تبلغ من العمر 74 سنة، وتشتغل منذ أكثر من أربعين سنة على حياكة الزرابي باستعمال ألوان طبيعية، وهي تقنية تشتهر بها مدينة تزناخت بإقليم ورزازات.
© Copyright : DR
ولرد حقها، قامت مباركة أوحسي بتكليف جمعية نادي المحامين، في شخص المحامي مراد العجوطي، برفع دعوى قضائية ضد الأشخاص والمؤسسات الذين قاموا بالاستغلال غير المشروع لصورها والسطو على تجربتها في ميدان الصناعة التقليدية.
وفي هذا الصدد، قال مراد العجوطي، وهو المحامي المكلف بالقضية، في تصريح لـLe360، إنه" التقى السيدة مباركة أيت أوحسي بحضور المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بمنطقة تازناخت نواحي ورزازات"، إذ "سيتم اللجوء إلى هيئات التحكيم التابعة لمنظمة اليونسكو العالمية، وكذا المنظمة الدولية للملكية الفكرية؛ وبناء على قرارها سيتجه إلى القضاء الدولي".
© Copyright : DR
وأكد العجوطي أن "وزارة الثقافة وضعت مؤخرا إطارا قانونيا يحمل اسم علامة المغرب، يوفر آليات قانونية تمكن من حصر عناصر التراث الثقافي اللامادي المغربي، وتسجيلها بالمكتب الوطني للملكية الفكرية من أجل حمايتها من محاولات السطو والسرقة، وتمكين المتضررين من رفع دعاوى قضائية إذا ما رغبوا في ذلك".
وأضاف المتحدث ذاته أن "الهدف من هاته المسطرة القانونية هو وضع حد لمحاولات السطو على الثرات الثقافي الامادي المغربي التي تكاثرت مؤخرا، خصوصا من طرف بعض المؤسسات الجزائرية، حيث نعاين محاولة سرقة الثرات الثقافي المغربي ومحاولة نسبه لأشخاص ومناطق بالجزائر وكذلك إخبار المؤسسات الدولية المعنية بحماية الثرات بهاته المخالفات القانونية التي تروم تجريد هؤلاء الأشخاص والفنانين من مهاراتهم وحقوق الملكية الفنية والفكرية والثقافية.
