على مدار العقود الماضية، لم يلتفت المسؤولون المتعاقبون على تسيير العاصمة الاقتصادية للمملكة لهذه المصادر الطبيعية التي تنضح بالحياة، فتعرضت كثير من العيون والينابيع للطمر تحت إسمنت مشاريع البنيان والعمران الذي يزحف فوق المساحات الخضراء، فيما ترزح بقية الينابيع تحت وطأة الإهمال والضياع.
وأمام الإجهاد المائي الجدي الذي تعيشه المدينة اليوم، كباقي مدن المملكة التي تعاني من ندرة المياه، بات التفكير في استغلال تلك العيون والينابيع حلا يمكن أن يخفف من تداعيات شح التساقطات المطرية، عوض تركها تُهرق فوق سطح الأرض أو تضيع وسط مياه الصرف الصحي أو تصب في اتجاه البحر.
وهكذا، أعلنت سلطات مجلس مدينة الدار البيضاء، مطلع شهر مارس الجاري، عن شروعها في اتخاذ خطوات حازمة تستند إلى استراتيجية تعتمد على استعادة العيون المطمورة في كافة أنحاء المدينة، من أجل استغلال مياهها في سقي المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع.
ويأتي هذا الإجراء، وفق نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء والماء، أحمد أفيلال، « كجزء من جهود شاملة لوقف هدر المياه الطبيعية وتحسين استغلال الموارد المائية المتاحة ».
وبالفعل، تمت دراسة استغلال عينين طبيعيتين بمنطقة عين الدياب كخطوة أولى، ومن المقرر تعميم هذه التجربة على باقي العيون المطمورة.
إقرأ أيضا : ربورتاج: الدار البيضاء تلجأ إلى عيونها المطمورة لسقي المساحات الخضراء
وتتوقع سلطات الدار البيضاء أن يسهم استغلال مياه العيون الطبيعية في وقف هدر المياه وتوفير موارد مائية جديدة لسد احتياجات المدينة، سواء في السقي أو في تنظيف الشوارع والأزقة.
ومع أن هذه الخطوات تعتبر حلاً مؤقتًا، فإنها تمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق استدامة الموارد المائية في مدينة يستهلك سكانها سنويا 220 مليون متر مكعب من المياه.