ربورتاج: الدار البيضاء تلجأ إلى عيونها المطمورة لسقي المساحات الخضراء

مياه عين سيدي عبد الرحمان بعين الدياب تتدفق في اتجاه البحر

في 03/03/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 03/03/2024 على الساعة 09:00

فيديوتواجه مدينة الدار البيضاء تحديًا جسيمًا يتمثل في أزمة مياه تهدد بالتفاقم مع مرور الوقت. ولمواجهة هذا التحدي، اتخذت سلطات مجلس المدينة خطوات جادة تستند إلى استراتيجية تعتمد على استعادة العيون المطمورة في كافة أنحاء المدينة، من أجل استغلال مياهها في سقي المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع. يأتي هذا الإجراء كجزء من جهود شاملة لوقف هدر المياه الطبيعية وتحسين استغلال الموارد المائية المتاحة. ربورتاج.

أكد مولاي احمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء، أن المدينة تتمتع بثروة طبيعية هائلة من العيون والينابيع، إلا أن تلك الموارد تعرضت للإهمال ولم تُستغل بشكل صحيح في السابق. « ومع تفاقم أزمة المياه، قرر مجلس المدينة استرجاع هذه العيون لاستخدام مياهها في سقي المساحات الخضراء وتنظيف الشوارع ».

وأوضح أفيلال في مقابلة مع Le360 أن مجلس المدينة أنجز، عن طريق شركة التنمية المحلية «كازا بيئة»، دراسة حول استغلال عينين طبيعتين بمنطقة عين الدياب، وهما عين سيدي عبد الرحمان وعين سندباد، في مرحلة أولى، قبل تعميم التجربة على باقي العيون الطبيعية المتواجدة بكافة تراب جماعة الدار البيضاء.

وبالفعل، تمت دراسة استغلال عينين طبيعيتين بمنطقة عين الدياب كخطوة أولى، ومن المقرر تعميم هذه التجربة على باقي العيون المطمورة. ومن المتوقع أن يسهم ذلك في وقف هدر المياه وتوفير موارد مائية جديدة لسد احتياجات المدينة، سواء في الري أو في عمليات النظافة.

نحو إيقاف هدر المياه الطبيعية

تزخر مدينة الدار البيضاء بالعديد من العيون والينابيع الطبيعية، بيد أن مياهها المتدفقة تضيع إما وسط مياه الصرف الصحي أو تصب في البحر، كحال عين « سيدي عبد الرحمان » التي تصب، بلا انقطاع منذ عقود خلت، في شاطئ عين الدياب. لكن يبدو أن الوضع سيتغير خلال الأسابيع المقبلة، إذ عاينا يوم فاتح مارس الجاري، الأشغال وهي تجري على قدم وساق من أجل وضع حد لهذا الهدر المائي.

كان هناك عمال وآليات حفر تابعة لشركة مختصة في الأشغال الهيدروليكية، منهمكون في الاشتغال على مشروع تهيئة منبعي « عين سيدي عبد الرحمان » و »عين سندباد » وتحويل مياههما من أجل سقي المساحات الخضراء، وفق ما تشير إليه يافطة المشروع.

« نقوم بتشييد حوض بسعة 300 متر مكعب فوق منبع عين سيدي عبد الرحمان، حيث سيتولى هذا الحوض ضخ المياه عبر أنابيب في اتجاه المساحات الخضراء على طول كورنيش عين الدياب في اتجاه مسجد الحسن الثاني »، يشرح لـLe360 مصدر من الشركة التي رست عليها صفقة إنجاز هذا المشروع، الذي سيكلف ميزانية تناهز 13 مليون درهم (12.845.862.00 درهم).

ويوضح هذا المصدر أن يناء الحوض سيضع حدا لهدر المياه الطبيعية، حيث « سيتم تجميعها في الحوض قبل ضخها عبر القنوات بواسطة مضختين تبلغ قوتهما مجموعتين 24 لترا في الثانية ».

وستستغرق أشغال بناء هذا الحوض، حسب ما هو مدون في يافطة المشروع، 75 يوما، أي شهرين ونصف.

ووفق مصدرنا فإن العملية نفسها سيتم تعميمها فوق بقية العيون المطمورة التي سيسترجعها مجلس المدينة، مع اختلافات بسيطة من حيث أحجام الأحواض وقوة الضخ.

وبينما تقول مصادر من مجلس المدينة إن منطقة « عين السبع » وحدها تتوفر على سبعة منابع، ناهيك عن منابع أخرى مطمورة بأحياء عين الشق وسباتة والحي الحسني، فإن أفيلال أشار إلى أن المرحلة الأولى ستقتصر على الينابيع المتواجدة بكل من سيدي عبد الرحمان وسندباد وعين السبع والبرنوصي.

وبالإضافة إلى سقي المساحات الخضراء، سيتم استغلال مياه هاته العيون أيضا في عمليات غسل الأرصفة والشوارع، التي تدخل ضمن اختصاص الشركات المكلفة بتدبير قطاع النظافة.

حلول مؤقتة فقط

تقدر بعض المصادر أن سكان الدار البيضاء يستهلكون سنويا 220 مليون متر مكعب من المياه. ولا يبدو أن التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن ستمكن المدينة المليونية من تجنب أزمة حادة في المياه، خاصة مياه الشرب.

إذ لفت مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء، الانتباه إلى أن كل الإجراءات التي جرى اتخاذها حتى الآن على مستوى العاصمة الاقتصادية للمملكة، لم تساهم في تخفيض الاستهلاك الكبير من هذه المادة الحيوية بالمدينة.

يتم حاليا تزويد الجزء الشمالي من المدينة الشاسعة بواسطة الطريق السيار المائي الذي يربط بين حوض وادي سبو إلى حوض وادي أبي رقراق لتزويد الرباط والمحمدية والدار البيضاء بالماء. كما يتم في الوقت ذاته تشييد سد من الحجم المتوسط، لتلبية حاجيات المنطقة الجنوبية من مدينة الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، والتي تضم مناطق الحي الحسني وعين الشق، وبن مسيك سيدي عثمان.

ومع أن هذه الخطوات تعتبر حلاً مؤقتًا، فإنها تمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق استدامة الموارد المائية في المدينة. ومع ذلك، يجب على السكان أن يكونوا على دراية بأهمية الحفاظ على المياه وتجنب التبذير، حيث أن التحديات لا تزال كبيرة وتتطلب جهودًا مشتركة للتصدي لها.

وختم أفيلال حديثه مع Le360 بتوجيه نداء إلى سكان المدينة المليونية، داعيا إياهم إلى « الكف عن تبذير المياه والوعي بخطر أزمة المياه في المستقبل، وذلك حتى لا نضطر مستقبلا إلى اتخاذ إجراءات وتدابير أخرى ».

تحرير من طرف ميلود الشلح و سعيد بوشريط
في 03/03/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 03/03/2024 على الساعة 09:00