تأتي هذه المحاضرة في سياق علمي مختلف. ذلك إنّ ترصد مظاهر التديّن كما ينبغي أنْ تكون وذلك في إطار التحوّلات التي طالت مفهوم الدين في علاقه بالتحديث داخل السياق المفاهيمي الأوروبي الحديث. وتلعب مثل هذه الندوات دوراً كبيراً في خلق نقاش حقيقي حول موضوع التديّن، باعتباره من العناصر الأساسية في حياة الفرد، لذلك فإنّ لقاءات من هذا القبيل تُساعد المواطنين والباحثين على فهم التدين وإعادة التفكير فيه ومناقشة ملامحه انطلاقاً من جملة التحوّلات التي بات يعرفها الواقع. خاصّة وأنّ الواقع اليوم يعرف نوعاً من التضخم الديني الذي يجعل العديد من الناس يناقشون ويحاضرون في أمور يصعب الحديث فيها، بحكم أنهم ليسوا متخصصين في مجال الخطاب الديني.
وبالتالي، فإنّ الرجوع إلى الباحثين والعلماء والمفكرين من شأنه أنْ يعيد تأصيل المفاهيم وتجويد السياقات التاريخية التي ساهمت في ظهور هذا المفهوم. كما تأتي هذه المحاضرة في إطار سلسلة محاضرات ينظمها مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الثقافات من أجل فتح الجامعة على محيطها السوسيو ثقافي ومن أجل تعزيز ثقافة الحوار بين الطلبة والباحثين والمفكّرين من أجل تلافي الفوضى التي باتت تطبع الرأسمال الديني داخل حياة المواطنين اليوم.




