أصبحت المدينة الحمراء وجهة مفضلة للراغبين في الإفلات من كل القيود، رافقت الحجر الصحي، والشروط الاحترازية وغيرها. وأحوا يميلون إلى العيش بشكل طبيعي مع جرعات زائدة للتخلص من الآثار السلبية التي خلفها « كوفيد 19″، وجعل المرء يشعر بحاجة ماسة إلى علاج نفسه بنفسه عبر السفر وممارسة حريته.
وتشهد مدينة مراكش في الفترة الحالية إقبالا مهما للسياح الأجانب، خاصة المقبلين من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، فرغم تزامن مرحلة الذروة في القطاع بالنسبة للمدينة الحمراء، فإن هذه المرحلة لم تتأثر سلبيا على الإطلاق، إذ تشهد السياحة بمختلف أصنافها وفروعها حركية تعبر بصدق عن ازهار ورواج السياحة في المدينة.
السياحة في مراكش. LE360
ثمار التسامح والانفتاح
تعد الشهرة التي تتمتع بها مدينة النخيل على الصعيد العالمي، من العوامل التي تجعلها قبل للزوار، ولم يغفل الكثيرون الدور للتسامح والانفتاح، الذي يميز المغرب بشكل عام، ما يتيح أمام السياح الأجانب فرصة قضاء عطلتهم وفق ما يختارونه.
ويجري تقديم الخدمات للزبائن بشكل اعتيادي، إذ لا تغير دور الضيافة والمؤسسات الفندقية برنامج وجباتها الاعتيادي، والذي يتلاءم مع رغبات السياح.
وأفادت مصادر في قطاع السياحة le360 بأن الإقبال المهم لم يكن مفاجئا بالنسبة للعاملين في القطاع. وعددت الاعتبارات التي تقف وراء ذلك ولعل أهمها تعافي القطاع من مخلفات زمن جائحة كوفيد-19، والسمعة التي تحظى بها مدينة مراكش، والكفاءة التي أبان عنها النشطاء في مجال السياحة.
أكدت المصادر أن إقبال السياح الأجانب يغطي النقص المسجل بسبب تراجع السياحة الداخلية في رمضان، إذ يفضل المغاربة الاستقرار في شهر رمضان، وفي الغالب لا يسافر إلا المضطر.
وفضلت عائلات أمريكية وأوروبية قضاء العطلة المدرسية والجامعية مجتمعة في مدينة مراكش، رغم علمهم المسبق ببرنامج حياة المغاربة في شهر رمضان.
ولم يؤثر تزامن الشهر الفضيل مع فترة ذروة إقبال على المدينة، إذ يستمتع الزوار الأجانب بعطلتهم والعروض المقدمة من قبل الفنادق بمختلف درجاتها، وأيضا بفضل الجولات المنظمة داخل المدينة ونواحيها.
طفرة متوقعة
حسب ما أكده عاملون في قطاع السياحة بالمدينة الحمراء لـle360، فإنهم توقعوا الحفاظ على وتيرة الإقبال، مشيرين إلى أن الاطلاع على أرقام البحث عن الوجهة ذاتها، وبشكل خاص عبر موقع « إسبيديا »، يفد أنها تنامت ما بين الأسبوع الأخير من دجنبر 2023 والأسبوع الأول مارس الجاري.
وتلت عملية البحث الحجوزات التي ارتفعت بنسبة 3 في المائة مقارنة مع العام الماضي. وظل الفاعلون في قطاع السياحة يتطلعون إلى تزايد
الإقبال خصوصا أن العدد يتصاعد ويفوق التوقعات في بعض الأحيان بفضل الحجز المتأخر من طرف الأشخاص المتعودين على أماكن إقامة معينة في مراكش.
وحسب ما أطلعت عليه le360 فإن عدد الطلبات ارتفع في الأسبوعين الأول والثاني من مارس بنسبة 3 في المائة مقارنة مع شهر فبراير الماضي، وتراوحت مدة الحجوزات بين 3 و7 ليال بنسبة 60 في المائة وهم البحث لمدة تفوق الشهر (ما بين 31 و90 يوما) حوالي 30 في المائة.
وتشهد على إقبال السياح الصور المرافقة للمقال حيث تبدو ساحة جامع الفنا وأسواق المدينة القديمة، وكأن الأمر يتعلق بالأيام العادية من السنة، وهذا الأمر يدل على أن شهر رمضان وخصوصياته لم تؤثرا إطلاقا على توافد السياح من الخارج وبرنامجهم اليومي، مما ساهم في رواج حقيقي في البازارات ومختلف المحلات التجارية التي تستهدف السياح.
الخدمة أولا
رغم الصيام فإن العاملين في القطاع لا يترددون في خدمة ضيوف المدينة وتقديم أفضل الخدمات لهم، رغم أن بعض المرشدين لم يخفوا معاناتهم خلال الجولات نهارا خلال الأيام التي تميزت بارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة.
بالمقابل نفى المرشد السياحي فتاح الحداد في تصريح لـle360 أن يكون تأثر بالحرارة، مفيدا أنه كان سيجيب بالتأكيد لو طرح عليه هذا السؤال في السنوات التي كان يوافق فيها رمضان فصل الصيف المعروف بشدة الحر.
ولفت إلى أن برنامج السياح يكون مفعما بالأنشطة والحركة غير أن تأثير شهر رمضان يكون واضحا، لأن عائداتهم على السياحة الوطنية والجهوية تقل مقارنة مع باقي فترات السنة طالما أنهم لا يستفيدون من النوادي الليلية، والعشاء الساهر في المطاعم الفخمة التي اعتادت على الإغلاق الكلي في هذا الشهر.
وأوضح المرشد السياحي نفسه أن البرنامج اليومي ينطلق بعد تناول وجبة الفطور ويتوزع بين زيارة المعالم التاريخية، وأسواق المدينة القديمة وساحة جامع الفنا، لكن الحلقة المفقودة تتمثل في غياب الأنشطة الليلية.
نسبة الملء وحلول التغطية
تعد نسبة ملء دور الضيافة مهمة، إذ تبلغ في غالب الأحيان نسبة 100 في المائة، وتساهم في ذلك محدودية عدد الغرف.
وعلمنا من بعض العاملين في هذا الصنف أن نسبة الإقبال الكبير ستتواصل حتى متم أبريل.
ويقع الإجماع بين المستثمرين والمستخدمين في القطاع أن دور الضيافة تستهوي السياح الباحثين عن الرفاهية، وجودة الخدمات بأي ثمن، لأن هذه الفئة تولي في الغالب الأعم الأولوية لجودة الخدمات، وترغب في أن توفر لهم دور الضيافة كل ما يحتاجونه، لأنهم لا يبحثون فقط عن الإيواء والإطعام، بل أيضا وسائل الراحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يهمهم الثمن بقدر ما يهمهم الاستمتاع والشعور بالراحة.
بالمقابل وبالنظر إلى ارتفاع عدد الغرف يصعب أن تحقق الفنادق المصنفة من 4 أو 5 نجوم نسبة ملء مشابهة لدور الضيافة ما يحملها على اللجوء إلى آليات للتعويض نظير تقديم عروض الإفطار للراغبين في تغيير الأجواء من سكان المدينة، فضلا عن تقديم عروض جذابة للأزواج من خارج مراكش عبر الجمع بين المبيت والفطور وبعروض تفضيلية.