وفي تصريح لموقع Le360، أوضحت الدكتورة لمياء آيت صياد، أخصائية في طب المستعجلات والكوارث، أن مصالح الطوارئ تستقبل يوميًا ما بين 10 إلى 20 حالة مرتبطة بشكل مباشر بالإجهاد الحراري.
وتشمل هذه الحالات فئات مختلفة من السكان، من الأطفال وكبار السن إلى النساء الحوامل، فضلاً عن المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي.
من جهتها، أكدت الدكتورة صفاء قشمار، أخصائية الإنعاش والتخدير، أن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها الفشل الكلوي الحاد، والذي يمكن أن يتحول إلى حالة مزمنة في حال تأخر التدخل الطبي.
وشددت الطبيبتان على أهمية التعرف على الأعراض الأولية لضربات الشمس والجفاف باعتبارها خط الدفاع الأول، وتشمل جفاف الفم وتشقق الجلد، الشعور بالإرهاق والدوار والعطش الشديد، وقد تتطور هذه الأعراض إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم وفقدان الوعي، وهي حالات تتطلب تدخلاً عاجلاً ونقلاً فورياً إلى المستشفى.
كما نبهت الدكتورة قشمار إلى أن الأطفال دون سن الخامسة معرضون بشكل خاص للخطر، إذ لا يعبرون بوضوح عن حاجتهم إلى الماء، داعية الآباء إلى تقديم السوائل بانتظام لأطفالهم. أما الدكتورة آيت صياد، فأشارت إلى فئة العمال في المهن الشاقة مثل عمال البناء والنظافة، الذين يظلون لفترات طويلة تحت أشعة الشمس، مما يجعلهم عرضة لـ« ضربات الشمس القاتلة« .
وفي سياق متصل، قدمت الطبيبتان مجموعة من التوصيات الوقائية لتفادي تداعيات موجة الحر:
- البقاء في أماكن باردة وتجنب الخروج خلال ساعات الذروة (من 10 صباحاً إلى 4 مساءً).
- شرب الماء بانتظام، حتى دون الإحساس بالعطش، للحفاظ على توازن الجسم.
- اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
- ارتداء ملابس قطنية فاتحة وفضفاضة لتقليل امتصاص الحرارة.
- تجنب تعريض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة، خصوصاً على الشواطئ بين منتصف النهار والرابعة مساءً.
- العمل على تبريد المنازل، من خلال إغلاق النوافذ والستائر خلال النهار وفتحها ليلاً للتهوية.
كما دعت الطبيبتان إلى العناية بالفئات الهشة، خاصة كبار السن والأطفال، من خلال زيارات تفقدية دورية وتقديم الماء لهم باستمرار.
واختتمت الطبيبتان تصريحاتهما بالتشديد على أن الوقاية تظل أفضل من العلاج، وأن التدخل الطبي المبكر عند ظهور أولى علامات الخطر هو السبيل الأمثل لتفادي مضاعفات قد تكون مهددة للحياة.




