وحسب يومية الصباح فإن أستاذ لمادة الرياضيات بثانوية تأهلية بحي المسيرة بفاس، نجا صباح أمس السبت، من موت محقق بعد إفلاته من تلقي ضربة قوية إلى عنقه وجهها إليه تلميذ بسكين من الحجم الكبير، صدها بيده اليمنى التي أصيب فيها بجرح غائر نقل إثره إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستئشفائي الجامعي الحسن الثاني، لرتقه وتلقي العلاجات الأولية.
وقالت جريدة الصباح إن الحالة الصحية للضحية لا تدعو للقلق بعدما تم إيقاف النزيف ورتق الجرح الغائر من قبل الطبيب المعالج، مشيرة إلى تأخر سيارة الإسعاف بنحو ساعة لنقله إلى المستشفى، شأنها شأن المصالح الأمنية، فيما حضرت إلى المؤسسة لجنة من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، لفتح تحقيق في الملف قبل الاطمئنان على الحالة الصحية للأستاذ المعتدى عليه.
وأوضحت يومية الصباح بأن الأستاذ كان واقفا أمام باب القسم نحو العاشرة صباحا في انتظار دخول التلاميذ لاستئناف الدراسة بعد فترة استراحة، قبل أن يفاجأ بالتلميذ المعتدي، حاملا سكينا كبيرا يفوق طوله 70 سنتيمترا، قبل أن يهوي عليه بواسطته موجها الضربة إلى العنق جهة الأذن، إلا أن يقظته عجلب بتصديه لها باستعمال يده اليمنى التي أصيبت.
وتقول الصباح إن الروايات تضاربت بخصوص أسباب اعتداء التلميذ الذي يتابع دراسته في مستوى الأولى باكلوريا علوم، على أستاذه، بين قائل بضبطه بصدد الغش في الامتحانات وعدم استساغته رد فعل أستاذه، في حين رواية أخرى توضح عدم استساغته الطريقة التي اعتذر بها والده لأستاذه بعد طلبه من قبل الإدارة، عقب ضبط ثلاث أوراق امتحانات متشابهة، من بينها تلك للمشتبه فيه.
وذكرت الصحيفة بأن الأستاذ هدد التلاميذ الثلاثة المتشاهبة أوراق امتحاناتهم، بخصم أربع نقاط لكل واحد منهم، وطالبتهم بإحضار أولياء أمورهم لتدارس سبب غشهم في الامتحان، ما استجابوا إليه، إذ حضر والد التلميذ المتهم إلى القسم واعتذر لأستاذه عن طريق تقبيل رأسه طلبا للعفوه، بطريقة لم يستسغها الابن الذي تسلح بسكين كبير وعاد إلى الثانوية للانتقام من أستاذه.
عنف مدرسي
هناك رواية أخرى ذهبت إلى الحديث عن نزاع سابق للتلميذ مع أستاذه الذي منعه من الغش في الامتحانات، ما جعله يحنق عليه ويههده باستمرار داخل المؤسسة وخارجها، دون أن يسلم من السب والشتم والتهديد، ما دفع الأستاذ الضحية إلى رفع شكاية في مواجته للمصالح المعنية، ومازاد من حنق التلميذ، ما نفاه مصدر مقرب من عائلة التلميذ، الذي برر فعله بطيش المراهقين.