الحملات التي جاءت بتعليمات مباشرة من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، تعرف انخراطًا واسعا للقياد والباشاوات، وتشارك فيها عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة، بهدف فرض احترام القانون والتصدي لظاهرة « الفراشة » والباعة المتجولين، التي باتت تشكل عبئًا كبيرًا على الحياة اليومية للمواطنين وتهدد جمالية المدينة، خصوصًا مع اقتراب موعد احتضانها لمنافسات كأس إفريقيا للأمم.
تطهير شوارع طنجة المدينة من مظاهر الفوضى
الحملات شملت معظم الملحقات الإدارية التابعة لمقاطعة طنجة المدينة، انطلاقًا من المدينة العتيقة وصولًا إلى منطقة بوخالف، حيث تم تحرير عدد من الشوارع والساحات من الباعة المتجولين، كما تم حجز كميات من السلع، وعدد من الدراجات ثلاثية العجلات (تريبورتور)، وأرصفة وكراسي غير مرخصة كانت تُستغل في انتهاك الملك العمومي.
وفي هذا الإطار، نفذت الملحقة الإدارية الثامنة التابعة للدائرة الحضرية بوخالف حملات مكثفة، أسفرت عن تطهير منطقة العرفان من العشوائيات والواجهات الإشهارية غير القانونية. وقد لقيت هذه التدخلات استحسانًا كبيرًا من طرف سكان المنطقة، الذين طالما اشتكوا من الفوضى التي تعرفها الأزقة والمساحات العامة.
مقاطعة بني مكادة في قلب العمليات
لم تكن مقاطعة بني مكادة، الأكبر من حيث الكثافة السكانية، بمنأى عن هذه الحملة، حيث شُنت حملات ميدانية لتحرير الأرصفة من الواقيات الشمسية غير المرخصة والإعلانات العشوائية، خاصة بمحيط سوق القرب النموذجي « الوردة ». وأسفرت العمليات عن إخلاء الساحات العمومية من عشرات « الفراشة » وحجز السلع والطاولات التي كانت تعيق حركة المرور وتشوه منظر الأحياء.
وساهمت هذه الإجراءات في استعادة انسيابية التنقل للمواطنين وعودة النظام إلى عدد من الأحياء، مثل الجيراري، أرض الدولة، وراس المصلى، خاصة بعد الفوضى التي تزامنت مع فترة عيد الأضحى.
توجيهات صارمة وتعليمات تنفيذية
بحسب مصادر خاصة، فإن والي جهة طنجة وجه خلال اجتماع رسمي جمعه بالباشاوات ورجال السلطة الأسبوع الماضي، تعليمات واضحة للتصدي بحزم لاحتلال الملك العمومي، مشددًا على أن الحملة تشمل كل الأحياء دون استثناء، من المدينة القديمة إلى بير الشفا، المرس، سيدي إدريس، المجمع الحسني، كاسبراطا، شارع فاس، وشارع الحرية.
وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات ستواصل هذه الحملة يوميًا طيلة فصل الصيف، خاصة بالمناطق الحيوية والسياحية مثل كورنيش طنجة، وذلك من أجل تهيئة المدينة لاستقبال الزوار وضمان جودة الفضاءات العمومية.
المواطنون بين الترحيب والمطالبة بالاستمرارية
فيما رحّب عدد من المواطنين بهذه المبادرات التي أعادت النظام لعدة شوارع وأحياء، طالب آخرون بضرورة ضمان استمرارية هذه الحملات وعدم التساهل مع المخالفين، خاصة أصحاب المقاهي والمطاعم الذين يعمدون إلى الترامي على الأرصفة والمساحات المخصصة للعموم.
يذكر أن صورًا ومقاطع فيديو تداولها رواد منصات التواصل الاجتماعي، أظهرت في الآونة الأخيرة مظاهر احتلال الملك العام في العديد من أحياء طنجة، ما زاد من الضغط الشعبي على السلطات للتحرك بحزم، وهو ما تم بالفعل من خلال حملة تحرير الملك العمومي التي يُرتقب أن تتوسع خلال الأيام المقبلة لتشمل مزيدًا من النقاط السوداء داخل المدينة.










