عزا محمد بلعوشي، الخبير في المناخ ما يعيشه المغرب من شح في التساقطات المطرية خلال الفترة الأخيرة، إلى ارتفاع في الضغط الجوي، والذي يخيم ليس على المغرب فقط، وإنما أيضا على شمال إفريقيا بالكامل وجنوب أوروبا، وهو يجعل -حسبه- الاضطرابات الجوية جميعها تتجه إلى شمال أوروبا لتمنحها تساقطات مطرية، مقابل غيابها عن المغرب.
وقال بلعوشي في حوار مع Le360 "إن الموقع الجغرافي للمغرب يجعله عرضة للجفاف، لكن لا يمكن القول بأن ما نعيشه أمرا عاديا، لكن بالإمكان تفهم الأمر، خاصة في ظل التغييرات المناخية التي يعيشها العالم، والتي تؤكدها هذه الظواهر القصوى، والتي أصبحت وثيرتها ترتفع، من بينها تأخر التساقطات، والتي بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت وثيرتها سنة في كل سبع أو عشر سنوات، لكن في الوقت الحالي أصبحت سنة في كل ثلاث أو أربع سنوات" .
وشدد المدير السابق لمديرية التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية على أن التغييرات المناخية التي يعيشها المغرب أصبحت واقعا يجب معايشته، عن طريق تدبير هذه التأخرات المطرية، والخصاص في كمية التساقطات المطرية، وكذا في حقينة المياه سواء السطحية أو الجوفية.
وأكد على أن تأخر التساقطات المطرية قد ينعكس سلبا على الفلاحة، لأنها لم تهطل في الوقت المناسب، خاصة بالنسبة للفلاحة الشتوية والخريفية، لكن بالإمكان تدارك الأمر في ما يخص حقينة السدود والفرشة المائية عن طريق تدابير مواتية، التي بإمكانها أن تنعش بعض المزروعات.
ومنح بلعوشي بعضا من الأمل للفلاحين، حيث قال إن السنة المطرية لم تمض بعد، وأن الحديث هنا عن تأخر التساقطات وليس على الجفاف، والذي يمكن إحالته على وجود المرتفع الأصوري فوق المغرب، والذي بإمكانه إما الانسياق نحو الجنوب وفتح ممر للاضطرابات الجوية للمحيط الأطلسي، أو بإمكانه القدوم مباشرة من الغرب نحو الشرق، مما يمنح تساقطات عامة.
وبخصوص فترات الجفاف القاسية التي عاشها سابقا المغرب، أكد بلعوشي على أن ذاكرتنا دائما ضعيفة في ما يخص الطقس والمناخ، حيث أنه سبق أن عاش المغرب فترات جفاف، والتي أطلق على بعضها اسم «عام الجوع»، وذلك بسبب انعدام التساقطات المطرية.
وأضاف أن المغرب عاش كذلك فترات جفاف خلال ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه في الماضي لم يكن هناك تدبير مائي، بينما في الوقت الحالي أصبحت هناك تدابير تتمثل في السدود وتحلية المياه، والري بالتنقيط، إلى جانب الوعي من طرف المواطنين ومستعملي المياه سواء الفلاحية أو الصناعية.