وتعبر الآلاف من طيور النحام الوردية هذه البحيرة القريبة من شاطئ باقاسم بطنجة اتجاه بلدان أخرى لتنعم فيها بدفء الأجواء بعيدا عن برودة الطقس كل موسم شتاء وثلوج بالدول الأوربية، إذ توفر لها جنبات البحيرة الى جانب طيور البجع والطيور المهاجرة الأخرى مواقع تعشيش.
وتعد مياه البحر المورد الأول للبحيرة حيث تصب فيها في فصل الشتاء بفعل الهيجان، مما يمنح فرصة أمام الطيور المهاجرة بينها الفلامينغو للاستمتاع بملوحة البحيرة وما توفره من غذاء طبيعي للطيور.
وفي مقابل ذلك، تتهدد طيور الفلامينغو والطيور المهاجرة ببحيرة طنجة زحف التلوث حيث تصب في البحيرة أيضا ومنذ شهور اودية للمياه العادمة إلى جانب اتخاذها من قبل بعض الشركات الخاصة بالبناء مكان لتصريف الردمة مما أدى الى انحسار المياه في بعض أجزائها.
كما أن زحف المباني وإنشاء طريق ساحلية وضجيج عشرات السيارات، إلى جانب المخلفات والازبال، وضعت البحيرة في مصاف المناطق المهددة بالتلوث، وهو الأمر الذي يظهر جليا في بعض جنباتها خلال الفترة الحالية، بعدما كانت متنفسا للطيور المهاجرة القادمة من أوربا، والتي تعد منذ الثمانينات من القرن الماضي محمية ومنطقة رطبة ذات أهمية عالمية، إذ تحتوي البحيرة حاليا على ما يقل عن سبعة نوعا من الطيور المهاجرة، بعدما كانت هذه الطيور تتعدى 15 نوعا قبل سنوات، حسب نشطاء للبيئة.