الخبر أوردته يومية «الأحداث المغربية»، في عددها الصادر ليوم الخميس 31 غشت 2023، مشيرة إلى أن من بين هذه الأحزاب، والتي خرجت أزماتها التنظيمية للعلن، حزب الحركة الشعبية، الذي بات بيته الداخلي خلال الأشهر الأخيرة، يغلي في ظل بروز عدد من التيارات، منها التي انتفضت ضد القيادة الحالية، ومنها من تدافع عنها، ومنها من تبحث عن موطئ قدم داخل دواليب القرار بالحزب، مبينة أنه بالموازاة مع هذا الوضع، تفجرت داخل الحزب في الآونة الأخيرة، فضيحة وصلت حد القضاء، مما قد ينذر بمزيد من التصعيد، وبسقوط رؤوس قيادية معروفة.
وأضافت اليومية أن الأمر يتعلق برسالة وجهها أحد قياديي حزب السنبلة بمدينة الدار البيضاء للأمين العام، وكذا لوالي جهة الدار البيضاء سطات، اتهم من خلالها قياديا بارزا في الحزب ومنتخبا بإحدى أكبر مقاطعات العاصمة الاقتصادية، بمحاولة تهريب ملايين الدراهم للخارج، واقتناء شقق بغاية الحصول على الإقامة خارج أرض الوطن، وبالتالي الحصول على جواز سفر أجنبي، إضافة إلى قيامه بابتزاز الشركات، وكذا فرض الإتاوات والتزوير في المستندات الرسمية.
وبين المقال ذاته أنه مباشرة فور تفجر هاته الفضيحة، بادر المنتخب المعني لوضع شكاية لدى السلطات القضائية متهما زميله في الحزب بالتشهير والإساءة، وادعاء وقائع كاذبة، ومحاولة الابتزاز للاستفادة من المال العام وغيرها، لتدخل النيابة العامة على الخط فور توصلها بالشكاية، حيث من شأن التحقيق القضائي أن يسفر عن وجود مفاجآت أخرى، خاصة في ظل تشبث كل طرف بأقواله، وبالأخص ما يتعلق بوجود صفقات مشبوهة، وتبذير المال العام.
وأضافت الجريدة في مقالها أن محاولات شخصيات قيادية داخل حزب السنبلة رأب الصدع، باءت بالفشل، في ظل رغبة كل طرف في لعب أوراقه، والإدلاء بما يتوفر لديه من إثباتات قد تدعم أو تدحض رواية الطرف الآخر، في مسلسل قد يكشف المزيد من المستور في قادم الأيام.
وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحيفة أن حزب الاستقلال يعيش بدوره على صفيح ساخن، حيث يرزح تحت وطأة أزمة مالية خانقة بسبب توقف الدعم، الذي تستفيد منه الأحزاب السياسية، وهو سيفاق أزمته التنظيمية المتمثلة في عدم عقده للمؤتمر في آجاله القانونية، مبينة نقلا عن مصادر من داخل حزب الميزان، والتي أرجعت تأخر انعقاد المؤتمر في الأجل المحدد إلى وجود خلافات وصفتها بـ«التنظيمية»، يعيش على إيقاعها منذ أشهر، أدت إلى تأجيل المؤتمر الوطني الثامن عشر لأزيد من سنة ونصف السنة، ما يجعله عمليا خارج الإطار الذي حدده قانون الأحزاب، مبرزة أنه ولحد الساعة، مازالت قيادة الحزب عاجزة عن إيجاد صيغة تنظيمية لعقد المؤتمر الوطني.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر من داخل اللجنة التنفيذية لحزب الميزان، أن موضوع انعقاد المؤتمر الوطني للحزب بات من المواضيع الخلافية الحادة بين تيار حمدي ولد الرشيد، والأمين العام للحزب نزار بركة، مبينة أن هذا الأخير يحاول لملمة الأوضاع الداخلية للحزب، وذلك بعقد لقاءات جهوية مباشِرة مع مناضلي الحزب بالأقاليم «غير الخاضعة لنفوذ تيار ولد الرشيد»، إذ أن آخر لقاءين عقدهما بركة، شملا إقليمي العرائش والحوز، وعرفت مقاطعة عدد من أطر الحزب بجهتي طنجة - تطوان - الحسيمة، ومراكش - آسفي، حسب ما أكدته المصادر ذاتها.
وتوضح المصادر ذاتها أن اللقاءات الإقليمية، التي ترأسها نزار بركة، معدودة على رؤوس الأصابع، وأن الغاية منها فسح المجال لإنضاج وحشد الشروط التنظيمية المحلية لعقد المؤتمر الوطني، معتبرة أن جولات الأمين العام «المنفردة»، دون إشراك لغالبية أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، الحل التنظيمي، الذي يخول لنزار بركة التواصل مع أعضاء الحزب، بعيدا عن وصاية تيار ولد الرشيد، مشيرة إلى أن الخلافات وصلت بين الرجلين إلى فريقي الحزب بالبرلمان، وكذا إلى عدد من الهيئات الموازية والتنظيمات الموازية للحزب.
ولا تختلف وضعية الحزب الاشتراكي الموحد عن باقي الأحزاب الأخرى، فإلى جانب الخلافات الجارية داخله، بين عدد من القيادات في خضم الاستعداد للمؤتمر الوطني، أكدت مصادر من داخل الحزب أن هذا الأخير، الذي يستعد لعقد مؤتمره الخامس، أيام 20 و21 و22 أكتوبر المقبل، يواجه صعوبة كبيرة في العثور على شخصية يقع عليها الإجماع، خلفا للأمينة العامة الحالية، نبيلة منيب، التي استنفذت ولايتين كاملتين على رأس الحزب، مبينة أنه إذا كانت ترتيبات عقد المؤتمر الخامس تسير على قدم وساق، بالرغم من التحديات التي تواجهها، بعدما أجازت لجنة التحكيم الأرضيتين المقدمتين إلى المؤتمر، كشفت مصادر من داخل الحزب، في تصريح لـ«الأحداث المغربية»، أن «الحزب يمر من مخاض صعب بسبب الانقسام الأخير، الذي شهـده مؤخرا، واستنفاذ الأمينة العامة الحالية لولايتين على رأس الحزب».
ولم تستبعد المصادر نفسها أن تكون المرحلة القادمة أي فترة المؤتمر وما بعده، «الأصعب في تاريخ الحزب»، وذلك لكون المرحلة المقبلة لن تشهد استمرار الأمينة العامة للحزب نبيلة منيب في القيادة، وهو ما «يطرح صعوبة في الخٓلٓف المتوقع»، على حد تعبير المصادر ذاتها.