وبحسب موقع « إل كونفيدنسيال » (El Confidencial)، فإن « محمد الوالي عقيق، 73 سنة، مسؤول عسكري كبير بجبهة البوليساريو، متواجد منذ فترة في إقليم الباسك من أجل إجراء فحوصات طبية وتشخيص المرض الذي يعاني منه، قبل أن إجراء جراحة إعتام عدسة العين ».
وبمعنى آخر، فإن زعيم الفرع المسلح للانفصاليين مريض للغاية، لأنه « يعاني » من مرض يتطلب فحوصات طبية، بدأها بكل تأكيد في الجزائر، لكن تبين ربما أنه مرض خطير لا يمكن علاجه إلا في مستشفى متخصص.
إن إجراء جراحة إعتام عدسة العين، التي سيخضع لها أيضا، لم يتم ذكرها إلا في محاولة للتقليل من الحالة الصحية لقائد ميليشيا البوليساريو، لأن هذه العملية هي بسيط للغاية يمكن أن يقوم به أي طبيب عيون في تندوف نفسها. في الواقع، كما تشير وسائل الإعلام الإسبانية، فإن التدهور السريع في الحالة الصحية لمحمد الوالي عقيق هو السبب وراء نقله العاجل إلى إسبانيا.
إقرأ أيضا : الجزائر: هل هناك نوايا مافيوية وراء الرفع الصاروخي لميزانية الجيش؟
الأمر المؤكد هو أن محمد الوالي عقيق يعاني منذ فترة طويلة من مرض خلقي أو هرموني، حسب البعض، يشهد ذلك تشوه وجهه، وهو التشوه الذي حوله كذبا إلى عمل من أعمال الحرب، مدعيا أنه أصيب بشظية في وجهه أثناء عملية عسكرية، في حين لا تظهر وسط تجاعيد وجهه أية ندبة تؤشر على ذلك.
وعلى عكس إبراهيم غالي الملقب ببن بطوش، الذي دخل إسبانيا عام 2021 بجواز سفر جزائري مزور لعلاج نفسه من كوفيد-19، قبل أن يضطر إلى الفرار بشكل عاجل بعد الكشف عن الهوية المزورة خوفا من المتابعات القضائية ضده في مدريد، وصل محمد الوالي عقيق إلى إسبانيا بشكل نظامي. ولم يزعج دخوله أحد المستشفيات الإسبانية المغرب أو لم يسبب أي حرج للسلطات الإسبانية.
إقرأ أيضا : صفعة قوية للنظام الجزائري: المدون «أمير دي زاد» يحصل على اللجوء السياسي في فرنسا
وفضلا عن ذلك، تشاورت سلطات البلدين فيما بينها بخصوص هذا الموضوع، في حين أن النظام الجزائري فرض تعتيما كاملا على هذه الرحلة الطبية للقيادي الانفصالي. وكان يأمل النظام الجزائري من وراء ذلك إفساد العلاقات الودية القائمة بين المملكتين الجارتين، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى إعادة ترميم علاقاتها مع مدريد، والتي انقطعت في مارس 2022 إثر الدعم الواضح الذي قدمته مدريد لمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل الوحيد لوضع حد للصراع المفتعل حول الصحراء الأطلسية.
محمد الوالي عقيق، « الوزير الأول الأسبق » المزعوم، لمدة 23 شهرا من 2018 إلى 2020، والذي يعتبر اليوم الرجل الثاني في جبهة البوليساريو والذي تم نقله على متن طائرة جزائرية خاصة، ليس سوى صاحب التحريض الذي أطلقه في ماي 2022، لتنفيذ أعمال عنف في كبرى مدن الصحراء المغربية، وصاحب الدعوات إلى القيام بـ »عمليات تخريبية » التي كشفت وجهه الإرهابي الحقيقي والبشع. وأكد حينها إن المدن الكبرى في الصحراء أصبحت الآن هدفا من قبل « الآلاف من الشباب الصحراوي الذين هم على استعداد للقيام، بكل الوسائل المتاحة لهم »، بأعمال تخريبية وعنيفة.