وشكل اللقاء مناسبة للتواصل المباشر مع الساكنة ومنخرطي الحزب، الذين طرحوا قضايا مرتبطة بوضعية الإقليم الحدودي وتحديات التنمية في سياق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
في كلمته، أبرز نزار بركة أن اللقاء يكتسي أهمية خاصة مع اقتراب المغرب من الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وكذا الذكرى العاشرة لإطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية سنة 2015، مؤكدا أن هذا المشروع حقق تقدما ملموسا بنسبة 90 في المئة، باستثمارات تجاوزت 88 مليار درهم، وأسهم في رفع مستوى الدخل الفردي بالجهات الجنوبية بنسبة تتراوح بين 50 و65 في المئة، وهي النسبة الأعلى وطنيا.
وأشار بركة إلى أن مختلف محاور النموذج التنموي قد أنجزت تقريبا، من بينها الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة، وإنشاء عدة سدود، وإطلاق مشاريع صناعية كبرى منها إنتاج الأسمدة عبر مجموعة OCP، فضلا عن مشروع «الأمونياك الأخضر» المزمع إنتاجه وتصديره انطلاقا من ميناء طرفاية. كما تطرق إلى التطور الملحوظ في مجال الطاقات المتجددة، حيث بلغت القدرة الإنتاجية 8 ميغاواط، إلى جانب الأهمية الاستراتيجية لميناء الداخلة الأطلسي الذي سيعزز انفتاح المملكة على عمقها الإفريقي.
من جهته، نوه مولاي حمدي ولد الرشيد باللقاء التواصلي وبروح الصراحة التي ميزت مداخلات الساكنة، مؤكدا أن مدينة السمارة مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية مع قرب إطلاق أولى الرحلات الجوية من مطارها تزامنا مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ما سيساهم في تعزيز ارتباطها بباقي المدن الوطنية وانفتاحها على محيطها الدولي. كما أشار إلى الطريق البري المزمع فتحه عبر آمگالا نحو موريتانيا، باعتباره مشروعا استراتيجيا إضافيا لدعم التنمية.
اللقاء عرف أيضا مداخلات عدد من رؤساء الجماعات الترابية الاستقلالية، الذين أشادوا بالمنجزات المحققة خلال الخمسين سنة الماضية بالأقاليم الجنوبية، مع التركيز على احتياجات إقليم السمارة.
وفي هذا السياق، طالب رئيس جماعة السمارة مولاي إبراهيم الشريف، إلى جانب رئيسة جماعة آمگالا فاطمة السيدة، بضرورة تثنية الطريق الرابط بين السمارة والعيون للحد من حوادث السير المميتة التي باتت تعرفها هذه المحطة الحيوية بسبب ضيقها وكثافة حركتها.




