انعقد الاجتماع الوزاري الـ159 لمجلس التعاون الخليجي، يوم الأحد 3 مارس، بحضور رؤساء دبلوماسية الدول الست الأعضاء -المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان- كما تميز بعقد اجتماع وزاري مشترك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي.
وفي نهاية هذا اللقاء، الذي خصص بالأساس للوضع المأساوي الذي تعيشه فلسطين حاليا، وخاصة في قطاع غزة، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، دعم المنظمة الصارم والثابت لمغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة.
وأشار إلى أن «اللقاء يشكل فرصة متجددة لتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمعنا ودعم الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين وتطويرها في مختلف المجالات».
وذكر جاسم محمد البديوي، بهذه المناسبة، بأن العلاقات المغربية الخليجية ترتكز على «توصيات قمة المجلس المنعقدة في الدوحة في دجنبر 2023 التي تقيم الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، وتنفيذ خطة العمل المتفق عليها بين الطرفين وتجدد الدعم الثابت لمغربية الصحراء وعلى الوحدة الترابية للمغرب».
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالمبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في نونبر الماضي بهدف تمكين دول الساحل غير الساحلية من الوصول إلى المحيط الأطلسي.
وكان الوزير الأول وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يترأس الدورة الوزارية الـ159 لمجلس التعاون الخليجي، قد أكد دعم الدول الست الأعضاء الثابت لمغربية الصحراء وتمسكهم الصارم بسيادة المغرب على كامل أراضيه، وكذا دعمهم لقرارات الأمم المتحدة في هذا الملف.
يأتي هذا الانتصار الجديد للدبلوماسية المغربية في وقت يبدأ فيه الرجل القوى في النظام السياسي-العسكري الجزائري، الجنرال سعيد شنقريحة، زيارة إلى قطر.
رسميا، يتوجه شنقريحة إلى الدوحة بهدف «حضور فعاليات النسخة الثامنة لمعرض ومؤتمر الدفاع البحري الدولي المنظم بالدوحة»، بحسب بلاغ صحفي لوزارة الدفاع الجزائرية، مضيفا أن «هذه الزيارة تأتي كذلك في إطار تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة لدولة قطر، وسيتيح للطرفين مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك».
لكن في ضوء تصريحاته العدوانية الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، فضلا عن زياراته العديدة إلى الخارج، فإن كل شيء يشير إلى أن سعيد شنقريحة يبدو أنه قرر تولي زمام الدبلوماسية الجزائرية. إلا أن هذه الدبلوماسية العسكرية لم تجلب في نهاية المطاف سوى انتكاسات وإهانات جديدة للجزائر، كما يتضح ذلك من زيارته الأخيرة في فبراير الماضي إلى المملكة العربية السعودية، حيث رفض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقباله، وزيارته إلى كيغالي حيث خلق أزمة دبلوماسية أخرى بين الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية.