ورغم توالي الصفعات، التي ترسم على خدودهم، فإنه لا ينبغي لنا أن نعتبرها آخر الدواء، فالمرض الذي أصابهم عصي عن الدواء.
فبعد التكذيب الإيرلندي لادعاءاتهم جاءت الدورة الـ37 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك الموت السريري لأوهام خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لأن القضية التي يراهن عليها عسكر الجزائر، و« البوليساريو » صنيعة الجارة الشرقية، وكما قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة لم تعد مطروحة على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، إذ لم تكن القضية الوطنية « موضوع أي إحالة أو إشارة من قبل القمة ».
صحيح أن القمة المنعقدة في نواكشوط عام 2018 أنهت الجدل عبر القرار 693 بخصوص قضية الصحراء المغربية، التي أصبح موضوعها حصريا بالنسبة للأمم المتحدة، لكن بال الخصوم لا يهدأ إطلاقا، فهم يتنفسون المراوغة والمناورة، ويتضح للعالم مرات كثيرة كيف أنهم يطوفون عبر كل جهات الكرة الأرضية عساهم يعثرون على من يساعدهم على لملمة ما تبقى من الحبات المعدودة لعقد دعمهم الذي انفرط، ويواصل ذلك مع التأكد الدولي المتزايد من سلامة الموقف المغربي.
يظهر للجميع وبجلاء أن كل الفرص التي يحاولون استغلالها مجرد حمل كاذب، ومع ذلك لا يعترفون بالحقيقة، ويواصلون مطاردة الأشباح، لهذا يتعبهم البحث عن خرم إبرة ليمرروا عبره أكاذيبهم، دون أن تهمهم النتيجة في النهاية، طالما أنهم أصبحوا موعودين بالصدمات.
إنهم يشبهون الغريق الدي يتشبث بالقشة عساها تنقذه، أو تؤخر على الأقل أجله المحتوم، الذي يرفض الاعتراف بحلوله أو على الأقل دنوه.
هكذا هي دائما نتيجة « شطحات » الخصوم، الذين أصبحوا يفترون على من يلقي عليهم التحية، ويلصقون به مواقف لا علم له بها، وينسبون إليه تصريحات بأسلوب لم يجرؤ عليه محترفو الاستعمال غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
فقد لاحظنا في نهاية الأسبوع الماضي كيف أجهضت ردة فعل إيرلندا الفرحة الزائفة والمؤقتة للانفصالين، ومعهم الصناع الذين يحتضنونهم، بعد أن فندت الدولة الأوروبية عبر مسلك من مسالكها الدبلوماسية، وبشكل رسمي كل المزاعم والهالة التي حاولوا إعطاءها لزيارة زعيم جمهورية الوهم لدبلن، فكان الرد بمثابة صفعة على خد « ابن بطوش » ومن معه ومن يقف وراءه، إذ أكدت أنها لا تعترف بالجمهورية إياها.
لقد خدم الخصوم المغرب عن غير قصد، ودون طلب، لأنهم فضحوا أنفسهم أمام كثير من الدول، وأتاحوا لهذه الدول الفرصة لتكتشف انحطاطهم، فتارة يعتبرون التحية من باب واجب الرد إنسانيا تضامنا واعترافا، وأخرى يحرفون الكلام عن مواضعه، فيجد المرء نفسه أمام تصريحات تخصه دون أن ينطق بكلمة منها، أو مواقف لا تنسجم مع مبادئه وتوجهاته وغير ذلك كثير من الأكاذيب، إذ يتحول حضور نشاط جمعوي صغير أو دون اعتبار بقدرة قادر إلى زيارة دولة ودعوة رسمية و...
لقد فضحت الزيارة إياها وما تلاها الخصوم الذين اختاروا معاداة المغرب، وكشفت الغطاء عن سعيهم إلى التأثير لثانية، ولم لا لجزء من المائة على المغرب، ورغم أن الفشل يظل مصيرهم الأبدي، فإنهم ظلوا الطريق وهم يرددون خلال لحظات الهلوسة عبارة « تقرير المصير » التي عفا عنها الزمن وتركوا الأخلاق جانبا.
لقد أعمى الحقد العسكر الذين يعيشون في الألفية الثالثة بـ« فكر » توقف، إن كان موجودا أصلا، عند الحرب الباردة، ولم يعرف أن العالم صار بالفعل قرية صغيرة، وأن الكذب الذي يمارس ليلا داخليا يفضحه نهارا أول شعاع لشمس الحقيقية التي لا علاقة لهم بها.
لن يتغير شيء، لأن انتظار بيضة الديك أهون من انتظار تغيير مواقف من أعماه الحقد، فصار ينسج خيوط العنكبوت ويخالها حبالا، إنها الحقيقة التي تتأكد يوما بعد يوم، فهم يشبثون بحبال كذبهم القصيرة والهينة، ونحن ثابتون على موقفنا ومؤمنون أشد الإيمان بقضيتنا لأننا أصحاب حق.