الموقف الجديد لفرنسا بشأن الصحراء لا يدعم فقط مخطط الحكم الذاتي بل يعترف صراحة بالسيادة المغربية الكاملة

Le Roi Mohammed VI et le président de République française, Emmanuel Macron. (Y. El Harrak/Le360).

الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. (يوسف الحراك/Le360)

في 30/07/2024 على الساعة 20:15, تحديث بتاريخ 30/07/2024 على الساعة 20:15

أكثر من مجرد تأييد للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء باعتباره « الإطار الذي يجب أن تحل فيه هذه القضية » و »الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض بشأنه »، الموقف الفرنسي الجديد في هذا الملف، كما عبرت عنه الرسالة التي بعث بها يوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024 الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، يشكل اعترافا صريحا بالسيادة الكاملة للمملكة على أقاليمها الجنوبية. التفاصيل.

كان هذا الإعلان كان متوقعا، وكان رد الفعل، السابق لأوانه والمرتبك من جانب النظام الجزائري، والذي أعلن عنه رسميا يوم الخميس الماضي، بمثابة تهيئة الأرضية لهذا القرار. ولكن قرار فاجأ أكثر من واحد خاصة في فرنسا من حيث نطاقه ودقته في عدد من الجوانب وطابعه الحازم والنهائي.

ففي رسالة وجهتها، يومه الثلاثاء 30 يوليوز 2024، إلى الملك محمد السادس، وفيما يشبه هدية ثمينة مقدمة بمناسبة الذكرى 25 لاعتلاء الملك للعرش، أكدت فرنسا أن الأمر لا يتعلق بتقديم دعم لمقترح الحكم الذاتي للصحراء، بل تعتبره الحل « الوحيد » لهذا الصراع المفتعل. يجب التأكيد بالأحرف الكبيرة على هذا النعت الذي يعني أن لا حل لنزاع الصحراء خارج إطار الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب.

إن فرنسا، من خلال رئيس الدولة، تدعم بشكل علني وصريح سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

الرسالة واضحة ولا التباس فيها، وقد حاولت بعض هيئات التحرير في فرنسا، ولا سيما في فرانس 24، التغاضي عن الإشارة إلى ذلك: « أعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية »، وفق ما كتبه رئيس الجمهورية الفرنسية في الرسالة وجهها إلى الملك محمد السادس ووردت في بلاغ الديوان الملكي وكذا جميع وسائل الإعلام الفرنسية، بما في ذلك لوموند وتي إف 1، بالإضافة إلى جورج مالبرونو، كبير مراسلي صحيفة لوفيغارو.

المفاجأة الكبرى تكمن هنا. العديد من المعلقين حاولوا التلاعب بالكلمات وهل يتعلق الأمر بـ« أساس » أو « الأساس ». والحال أن الأمر لم يعد يتعلق بـ« الأساس »، بل بـ »الأساس الوحيد ». بمعنى آخر، ترى الدولة الفرنسية، على لسان رئيس الجمهورية، أنه لا يمكن أن يكون هناك حل آخر لقضية الصحراء الغربية خارج مخطط الحكم الذاتي. وهذا بالضبط ما يقوله المغرب. والأكثر من ذلك أن الرئيس ماكرون يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة: « أعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية ».

تطور موقف فرنسا فيما يخص الصحراء كان يطبخ على نار هادئة منذ عدة أشهر. والدليل على ذلك الزيارات المتعددة لمسؤولين سياسيين فرنسيين إلى المغرب في مسعى لتهدئة الأجواء بين البلدين بعد عدة أشهر طويلة من التوتر في العلاقات بين الرباط وباريس. وقد تعهد بذلك وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، خلال زيارته للمملكة يوم 26 فبراير الماضي. وأكد أن دعم باريس المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء « واضح وثابت ». « هذا رهان وجودي بالنسبة للمغرب. نحن نعرف ذلك (...). لقد حان الوقت الآن للتقدم. وسأحرص شخصيا على ذلك »، يضيف وزير الشؤون الخارجية الفرنسية الذي كلف « شخصيا » من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون بالعمل على التقارب مع المغرب. ووعد بأن تقف باريس « إلى جانب المغرب في القضايا الأكثر حساسية».

اليوم، يعترف إيمانويل ماكرون بأن الصحراء هي قضية « مرتبطة بالأمن القومي » للمملكة.

إيمانويل ماكرون « يسير على خطى ترامب »

لقد فعلها الرئيس إيمانويل ماكرون! وبأجمل طريقة. وقد هذا الدبلوماسي الفرنسي على حق عندما أكد، وفقا ما نقله جورج مالبرونو نفسه، أن « إيمانويل ماكرون سيذهب بعيدا بشأن مغربية الصحراء الغربية في رسالته إلى الملك محمد السادس ». ولخص الأمر قائلا: « سيسير على خطى ترامب »، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق، الذي كان أول من اعترف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه في دجنبر 2020.

في النهاية استسلم إيمانويل ماكرون للمغرب. وأضاف قائلا: « لكن الأمور أصبحت واضحة الآن على الأقل ».

والشيء الوحيد المؤكد هو أن موقف فرنسا الجديد أكثر تطورا من الموقف الذي عبرت عنه إسبانيا، ويعتبر مخطط الحكم الذاتي « الأساس الأكثر جدية وواقعية وذي مصداقية » لحل النزاع. واليوم، يعتبر موقف فرنسا بشأن سيادة المغرب على الصحراء الغربية هو الأكثر وضوحا وتطورا في أوروبا.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 30/07/2024 على الساعة 20:15, تحديث بتاريخ 30/07/2024 على الساعة 20:15