وتفتح هذه اللجنة مرحلة جديدة في التعاون القطاعي بين المغرب وملاوي، حيث تغطي عددا من القطاعات، لاسيما الفلاحة والأمن الغذائي والمعادن والماء والتطهير السائل وتنمية الطاقة والنقل والبنية التحتية والإسكان والتنمية الحضرية والتعليم العالي والبحث العلمي، وكذلك الترويج للبرامج السياحية والثقافية والدينية والسياسية.
ويتطلع المغرب وملاوي إلى الارتقاء بعلاقتهما إلى مستوى شراكة ملموسة، ومتعددة الأبعاد من خلال هذه اللجنة المختلطة المنعقدة في إطار رؤية قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس لازاروس شاكويرا.
مالاوي تشيد بالمبادرة الملكية
أشادت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية مالاوي، نانسي تيمبو، بمبادرة الملك محمد السادس الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
ووصفت تيمبو، خلال ندوة صحافية عقب الاجتماع الوزاري للجنة المختلطة للتعاون بين البلدين، والذي ترأسته إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، هذه المبادرة بالمتبصرة، وبكونها فرصة لتقوية التعاون بين البلدان الإفريقية.
كما أكدت رئيسة الديبلوماسية المالاوية، بهذه المناسبة، أن هذه المبادرة ستسهم في التنمية السوسيو-اقتصادية للمنطقة، وستضمن الاستقرار والازدهار في إفريقيا.
مالاوي تجدد دعمها لمغربية الصحراء
أكدت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية مالاوي، نانسي تيمبو، مجددا، على دعم بلادها للوحدة الترابية للمغرب، وسيادة المملكة على مجموع ترابها، بما في ذلك منطقة الصحراء. وأبرزت تيمبو، خلال ندوة صحفية عقب مباحثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجنة المختلطة للتعاون بين البلدين، أن بلادها تجدد تأكيد دعمها الكامل لمبادرة المخطط المغربي للحكم الذاتي، التي قدمتها المملكة المغربية، كحل وحيد ذي مصداقية وجدي وواقعي، وتشيد بجهود الأمم المتحدة كإطار حصري للتوصل إلى حل واقعي وعملي ومستدام لنزاع الصحراء.
من جهته، أشاد بوريطة بحكمة الدبلوماسية المالاوية، معربا عن شكره لليلونغوي على دعمها الثابت والراسخ للوحدة الترابية للمغرب، كما يشهد على ذلك فتح قنصلية عامة لمالاوي بالعيون في يوليوز 2021، ومشاركتها في يناير 2021، في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، بدعوة من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
المغرب يولي أهمية للتعاون مع مالاوي
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالعيون، أن المملكة تولي أهمية كبيرة لتعميق نطاق علاقاتها وتعاونها مع جمهورية مالاوي. وشدد بوريطة، في كلمة خلال ترؤسه بشكل مشترك لأشغال الدورة الأولى للجنة المختلطة للتعاون بين المغرب ومالاوي، مع نظيرته المالاوية، نانسي تيمبو، على أن المملكة لن تدخر أي جهد لمرافقة شركائها، مثل جمهورية مالاوي الشقيقة، في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تعتبرها ليلونغوي أولوية.
وبعدما أبدى ارتياحه لانعقاد أشغال هذه اللجنة، التي ستكون بمثابة أداة تنفيذية لتعزيز التعاون المشترك لتوسيع وتشكيل العلاقات الثنائية في المستقبل، سجل الوزير أن هذه الدورة ستفتح فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين، فضلا عن آفاق جديدة للشراكة الاقتصادية والمتعددة القطاعات.
واستشهد، في هذا السياق، بالتوقيع على خارطة الطريق الثنائية 2022-2024 التي مكنت من تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك والمنفعة المتبادلة مثل التعليم والتدريب والتعاون التقني والفلاحة والتجارة والاستثمار والمجال الأمني وتبادل الزيارات.
وعلاوة على ذلك، أوضح الوزير أن التقدير والاحترام اللذين يميزان العلاقات بين الملك محمد السادس، والرئيس لازاروس شاكويرا، يضطلعان « بدور رئيسي » في تطوير العلاقات بين الرباط وليلونغوي.
وقال بوريطة، في هذا الصدد، إن الملك يعد مناصرا قويا للتنمية والازدهار المشتركين والتفاؤل الإفريقي، الذي يتجاوز الاختلافات ويركز على أوجه التشابه، بهدف الاتحاد بدلا من الانقسام.
وكشف أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، قد وضعت إفريقيا في مركز اهتماماتها وسياستها الخارجية، في أعقاب تعاون داعم بين بلدان الجنوب يقوم على التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وحفظ السلم والأمن والتكامل الإفريقي.
وتابع أن هذا « النهج يرسخ عمل المملكة من أجل مستقبل قاري أفضل ومشرق، لصالح إخوانها الأفارقة »، لافتا إلى المبادرة الملكية الحكيمة الجديدة التي تهدف إلى تسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي وتعد أحدث مشروع مغربي واسع النطاق لإضفاء الطابع الإقليمي على النمو.
وبفضل هذه الإرادة الثنائية المشتركة، أشار بوريطة إلى المنجزات العديدة التي تم تحقيقها خلال السنوات الماضية، وتجلت، أساسا، في افتتاح قنصلية عامة لمالاوي في العيون، وافتتاح سفارة المغرب في ليلونغوي، وافتتاح سفارة جمهورية مالاوي بالرباط في دجنبر الماضي.
وفي سياق التضامن المتبادل، أشاد الوزير بالدعم الثابت والمستمر الذي تقدمه جمهورية المالاوي لوحدة المغرب الترابية وسيادته على كامل أراضيه، بما فيها الصحراء، وجهود الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الحصري للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم للنزاع الإقليمي المفتعل، ومخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، باعتباره الحل الوحيد لهذا الملف.
وخلص إلى أن المغرب ومالاوي، مسترشدين بنفس مبادئ التضامن والسلام والأخوة، يتقاسمان رؤى متقاربة حول القضايا الإقليمية والعالمية، منوها بالدور الهام الذي تلعبه جمهورية ملاوي ضمن مجموعة التنمية للجنوب الإفريقي (سادك)، والتزامها بالسلام والاستقرار على المستوى الإقليمي وفي إفريقيا.