إقالة مدير التلفزيون الجزائري لعدم تجاهله نتيجة مباراة المغرب والبرتغال

شعبان لوناكل . DR

في 12/12/2022 على الساعة 22:53

كأس العالم في قطر لم يُسقط فقط فرق كرة القدم وإقصائها مع اقتراب نهاية هذا الحدث الكروي العالمي يوم الأحد المقبل. بل أسقط رؤوسا في الجزائر، حيث الحسد والكراهية اللذان يُميّزان النظام الجزائري يمنعان الإشارة إلى اسم المغرب. وقد دفع المدير العام للتلفزيون العمومي الجزائري الثمن.

يوم الأحد 11 دجنبر 2022، حدث تغيير مفاجئ على رأس التلفزيون العمومي الجزائري. وهكذا، فقد عين محمد بوسليماني، وزير الاتصال الجزائري، مساء أمس، الصحفي نذير بوقابس مديرا عاما جديدا لمؤسسة التلفزيون الوطنية خلفا لشعبان لوناكل.

تمت إقالة هذا الأخير من قبل الطغمة العسكرية، التي اتهمته بأنه سمح بالإعلان، في الأخبار التلفزيونية يوم السبت الماضي، وفي وقت الذروة، عن التأهل التاريخي لأسود الأطلس إلى نصف نهائي مونديال 2022. حتى ولو كان هذا الخبر كان مقتضبا جدا ودون تعليق.

مع ذلك، فإن رؤية المغرب يصبح أول دولة إفريقية وعربية تصعد إلى نصف نهائي كأس العالم هو أسوأ كابوس يمكن أن يتوقعه القادة الجزائريون. خاصة عندما رأوا الدعم الدولي، الذي يتزايد منذ المباراة الأولى لأسود الأطلس الذين أبلوا البلاء الحسن في مواجهات مجموعة الموت (التي كانت تضم بلجيكا وكرواتيا وكندا)، وتمكن من تصدرها، قبل أن يواصل، في مباريات خروج المغلوب، في استقطبت إعجاب العالم بأسره بعد أن أسقطت عملاقين من كرة القدم الأوروبية على التوالي، وهما إسبانيا وبرتغال كريستيانو رونالدو. وبفضل الملحمة في مونديال قطر لمنتخبه الوطني لكرة القدم، توصل المغرب بوابل من رسائل التهنئة من العديد من زعماء الدول والرؤساء والأمناء العامين للمنظمات الإقليمية والقارية والنجوم الكبار والشخصيات العالمية...

كل هذه الانتصارات التي حققها المغرب والتعاطف العالمي معه، شكلت هزائم مريرة للنظام الجزائري، الذي استمر تلفزيونه العمومي، الخاضع لأوامر الجنرالات، حتى الآن في تجاهل إنجازات ممثل القارة الإفريقية والعالم العربي والذي مازال في المنافسة في هذا العرس الكروي العالمي.

إن النظام الجزائري، الذي يتولى مع ذلك الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية، وبالتالي ينبغي أن يكون أول بلد يهنئ جاره المغاربي والعربي والإفريقي، أصبح بدلا من ذلك أضحوكة العالم بأسره. والسبب هو أن لا أحد استطاع أن يفهم لماذا أعلن تلفزيونه الحكومي، خلال دور الـ16 من كأس العالم، أن المنتخب الإسباني تم إقصاؤه دون ذكر اسم البلد الذي أطاح به.

التعليمات إذاً واضحة بالنسبة لنذير بوقابس، المدير السابق للأخبار في القناة التلفزية العمومية الجزائرية، يجب أن يظل هذا المدير العام وهو الثالث الذي يعين على رأس التلفزيون العمومي الجزائري من قبل الجنرال سعيد شنقريحة، بعد أحمد بن صبان (يناير 2020) وشعبان لوناكل (ماي 2021)، وفيا لخط النظام الجزائري تجاه المغرب. لذلك يمكنه أن يسمح لنفسه بتوجيه كل الحملات المغرضة ونشر الأكاذيب ضد البلد الجار، ويجب عليه تفادي الإشارة إلى كأس العالم مثل ما تفعل وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، التي لا تتحدث عنه إلا عندما يعين الحكم الجزائري مصطفى غربال ضمن طاقم تحكيم في مباراة من مباريات المونديال.

إن الطغمة العسكرية الجزائرية اليوم مرعوبة للغاية من إنجازات أسود الأطلس في المونديال، لدرجة أنها تخشى، أمام مظاهر الفرح العفوي للجماهير الجزائرية، بما في ذلك عناصر من وحدات الجيش، عودة الحراك للتظاهر من جديد في المدن الجزائرية.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 12/12/2022 على الساعة 22:53