إن روح المسيرة الخضراء هي روح متجددة باستمرار قائمة على البذل والعطاء والإيمان بمغرب أقوى اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا حتى يمكننا الوقوف في وجه كل المؤامرات والدسائس التي تستهدف المس باستقرار وطننا ووحدته وثوابته، وهذا مادعا إليه ملك البلاد في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء حينما دعا إلى "استلهام روح المسيرة الخضراء المظفرة، وبث روح التعبئة للتغلب على كل التحديات ومواصلة المسيرة التنموية والاجتماعية للدفاع عن مصالح المغرب العادلة وتعزيز مكانة المغرب في مناخه الدولي والإقليمي".
وهذه الروح هي التي تجسد الدينامية المتجددة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية حيث شكل ذلك صدمة في محيط أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بحيث قد جدد المجتمع الدولي دعمه الكامل لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي باعتباره حلا واقعيا ونهائيا لهذا النزاع، كما جدد مجلس الأمن الدولي موقفه المساند لوجاهة الموقف المغربي حيث كرس سمو مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية في 11 أبريل 2007.
إن المغرب متشبت بالمنطق والحكمة وملتزم بصدق التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة في إطار احترام قرارات مجلس الأمن الدولي، ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة والمناورات اليائسة التي تقوم بها الأطراف الأخرى والتي تعد خروجا عن الشرعية الدولية، حيث يضعون أنفسهم في مواجهة مع الأمم المتحدة والقانون الدولي.
لقد صوت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لصالح تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية لمدة عام آخر، وقد حث مجلس الأمن الدولي في إطار القرار 2654 على دعمه لجهود المبعوث الخاص في العملية السياسية مع ضمان حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف، ومعبرا عن دعمه للحل السياسي ومشدداعلى أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل حلا واقعيا وعمليا وجادا في سياق الاتفاقات المتوافقة مع مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة وهذا في حد ذاته انتصار للديبلوماسية المغربية.
إن الديبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك أبانت عن حنكة وتبصر من خلال سياسة تدبيرية ذات رؤية استشرافية تحمل قدرا كبيرا من الواقعية السياسية والتبصر والحكمة.
واليوم باحتفالنا بذكرى المسيرة الخضراء وبروحها الخالدة، نؤكد أننا مازلنا على الوفاء لقسم المسيرة الخضراء الموشوم في أرواحنا ودمائنا، وأننا على العهد باقون وتلك هي روح المسيرة الخضراء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...