بالفيديو - عبد المجيد تبون: "الجزائر ليست لها مشاكل مع أي بلد عربي"

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حوار صحفي

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حوار صحفي . DR

في 24/04/2022 على الساعة 19:45

في خرجة إعلامية جديدة، تفادى الرئيس الجزائري ذكر لفظ المغرب -لكن مع التلميح إليه-. في هذا الحوار مع صحافة مجاملة، كشف تبون مرة أخرى تناقض تصريحاته وعدم قدرته على قيادة البلاد.

اعترف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مقابلة مع الصحافة المحلية، أذيعت مساء أمس السبت 23 أبريل، باستمرار ندرة وارتفاع تكلفة المواد الأساسية في الجزائر سواء تعلق الامر بالمواد الأساسية الغذائية أو بالأدوية.

بمساعدة من المجاملة الشديدة من قبل صحافيين (واحد يمثل صحيفة ليكسبرسيون والآخر صحيفة المساء) اللذين استجوباه واللذين حرصا بين الفينة والأخرى على طرح أسئلة "مجاملة"، رفض الرئيس الجزائري تحميل المسؤولية عن النقص الذي تعاني منه البلاد في السياق العالمي للمضاربين واللوبيات المحلية. هذا لم يمنعه من الوقوع مرة أخرى في تناقضاته المعتادة.

ففي الوقت الذي أكد فيه قبل أقل من شهر لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن الجزائر يمكن أن تنتج 30 مليون طن من القمح وحتى تصديرها إلى المغرب ومصر وتونس، صرح أمس أن طموحه يقتصر على تقليص الواردات الجزائرية لتصل سنويا إلى ما بين 2 و2.5 مليون طن. وهكذا يؤكد تبون على الشيء الواحد ونقيضه: ففي 30 مارس، تباهى أمام وزير الخارجية الأمريكية بقدرته على إطعام القارة الإفريقية... يعود يوم 23 أبريل ليؤكد بأن الأمر لم يعد يتعلق إلا بالتقليص، قدر المستطاع، من واردات الحبوب الكبيرة لبلاده، التي تنقذ بلاده من الجوع.

هذا التناقض في تصريحاته خلال مدة لا تزيد عن شهر، يسيئ لسمعة تبون ويطرح أسئلة جدية حول القوة العقلية للأشخاص الذين يتولون زمام السلطة في الجزائر.

على صعيد آخر، ومع الضجة الأخيرة التي حاولت الدبلوماسية الجزائرية عبثا أن تثيرها في ملف القدس على أمل إحراج المغرب، كان من المتوقع أن يتطرق الرئيس الجزائري إلى هذا الملف. واكتفى بالقول إن الجزائر ليس لديها أدنى "مشكلة مع أي بلد عربي". ولا حتى المغرب؟ على حد قوله "كل الدول العربية إخواننا، نحن نؤيدهم وما يصيبهم يصيبنا أيضا".

ما يمكننا قوله هو أنه من المدهش للغاية أن يؤكد تبون أن النظام الجزائري "ليس لديه مشكلة مع أي دولة عربية"، في حين أنه قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد مع المغرب ويتخذ بشكل يومي مواقف هستيرية ضد الوحدة الترابية للمملكة. إذا كان تبون يعتقد أنه بكلماته المهدئة سيقدم نفسه كرئيس موحد خلال قمة الجامعة العربية، فذلك لأنه فقد إحساسه بالواقع ويهين الدول الأعضاء في الجامعة العربية. وباعتراف الجميع، فإن تبون مهووس بفكرة أن يتعرض لإهانة ثانية تتمثل في تأجيل أو إلغاء القمة المقرر عقدها في نونبر المقبل في الجزائر، لكن يتعين عليه أن يترجم تصريحاته حول الأخوة بين الدول العربية إلى أفعال إذا كان لا يريد أن يتعرض مرة أخرى لصفعة جديدة.

هناك تصريحات سريالية أخرى أدلى بها تبون. فقد أكد أن دولة حاولت سحب تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقبلة من الجزائر والتي ستقام في وهران في يونيو 2022. بل إنه حرص على التوضيح قائلا: "تعرفان جيدا عن أي بلد أتحدث"، في إشارة واضحة من نبرة صوته للمغرب، الذي لم يعبر أبدا عن طموحه لتنظيم هذه الألعاب.

إذا لم يذكر تبون اسم المغرب، فقد علق بالمقال بإسهاب كبير على المنعطف التاريخي الذي اتخذته إسبانيا المتمثل في الاعتراف بمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الجدي الوحيد لنزاع الصحراء المغربية. وقال تبون إن "علاقاتنا قوية للغاية مع الدولة الإسبانية، لكن رئيس الحكومة غير كل شيء"، مشيرا إلى أن "تحول موقف إسبانيا أمر غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا".

لكن تبون شدد على أن الجزائر "لن تتخلى أبدا عن التزاماتها بضمان تزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف". هل للجزائر حقا خيار آخر؟ عندما نرى اليوم قدرات خطي أنابيب الغاز الجزائريين اللذين ينقلان الغاز الجزائري، على التوالي، إلى إسبانيا وإيطاليا، فإن الجزائر لا تستطيع على الإطلاق الاستغناء عن الأموال من مبيعات غازها إلى إسبانيا، ولا إيجاد بديل آخر.

أما بالنسبة لناقلات الغاز الطبيعي المسال التي يتحدث عنها المسؤولون الجزائريون كبديل لأنابيب الغاز، فلا أحد يؤمن بهذه الأسطوانة. خاصة وأن ست سفن تابعة لشركة الملاحة الوطنية الجزائرية "كنان-ميد تم حجزهما في موانئ أوروبية، بسبب عدم امتثالها لبنود الملاحة الدولية. وهكذا، احتجزت السلطات البلجيكية سفينة من أسطول كنان-ميد في منتصف شهر مارس الماضي، في ميناء أنتويرب، بسبب الملاحة بتأمين انتهت مدة صلاحيته. في أي دولة أخرى في العالم يمكن العثور على سفن تبحر دون تأمين؟! هذا في الواقع هو أهم مؤشر على الغرق الوشيك لنظام عاجز.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 24/04/2022 على الساعة 19:45