ولد الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، بمنطقة إدبوشني بجماعة مير اللفت التابعة لإقليم سيدي إفني سنة 1948، واختار ولوج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 1968 ليتخرج سنة 1972 برتبة ملازم ثان من الأكاديمية بعد ثلاث سنوات من الدراسة، قبل أن يحصل على رتبة ملازم أول سنة 1974.
وجرى تعيين الجنرال الفاروق بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1973، أي بعد سنة واحدة فقط من تخرجه، وأسندت له عدة مهام من بينها قيادة مجموعة من الوحدات العسكرية الميدانية، كما شارك على مدار عقدين من الزمن في عدة معارك للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ضد ميليشيات البوليساريو والجهات التي تدعمها، إلى أن تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في شتنبر 1991 تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
وقد أسندت للفاروق مهام عديدة من بينها قيادة عدة وحدات عسكرية ميدانية، بعد وأثناء مشاركته في عدة معارك للدفاع عن الوحدة الترابية والوطنية للمملكة ضد أعداء الوحدة الترابية، إلى أن توج مسيرته بحصوله على دبلوم الدراسات العسكرية العليا من الكلية الحربية الفرنسية، وذلك بعد ترقيته في أواسط ثمانينيات القرن الماضي إلى رتبة رائد كومندار، وهي الرتبة التي تصنف في خانة الضباط السامين.
ووشح الفاروق بأوسمة تنويها بخدماته الجليلة التي قدمها لوطنه، نتيجة إخلاصه للوطن ولشعار المملكة، ليتم تعيينه سنة 2006 رئيسا للمكتب الثالث بالمنطقة الجنوبية بأكادير ورئيسا لأركان الحرب بها، كما عينه الملك محمد السادس مفتشا لسلاح المشاة سنة 2015، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية.
وراكم ابن قبائل أيت باعمران تجربة مهمة مكنته من المشاركة والمساهمة في بناء الجدار الأمني العازل الأكبر على الصعيد الدولي بالصحراء المغربية، الذي شل هجمات المليشيات الانفصالية المدعمة من جميع الجوانب من طرف الجزائر، وساعدته خبرته الميدانية وإلمامه التام بتضاريس الصحراء على أن يكون الشخص المناسب للإشراف على القيادة الجنوبية، في وقت كان يشهد فيها المعبر الحدودي استفزازات لبلطجية البوليساريو والتي تعامل معها المغرب بذكاء كبير وبنفس طويل مستحضرا ما تمليه القوانين والأعراف الدولية.
ويوصف الجنرال دوكور دارمي الفاروق بالصرامة والنزاهة، وبحنكته في هندسة العمليات العسكرية نتيجة القوة في التكوين والخبرة الجادة في الميدان، والتي كسبها خلال خوضه لمعارك ضد مرتزقة ما يسمى بالبوليساريو.
وكانت إحدى بطولات الجنرال الفاروق صبيحة 23 نونبر 2020، حين قاد الجنود المغاربة لتطهير معبر الكركرات وضواحيه من مرتزقة البوليساريو وأزلامها، واستطاع محو تواجدهم في ظرف قياسي، موجها ضربة قاسية لهم ولداعميهم، مرسلا في الوقت ذاته رسائل واضحة إلى من يهمهم الأمر بأن التراب الوطني خط أحمر تقطع الأيادي التي تتطاول عليه بدقة متناهية وبسرعة البرق.
ووصف بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، الذي أعلن عن تعيين الملك للجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير مفتشا عاما للقوات الملكية المسلحة، أن الرجل تم اختياره لهذا المنصب "نظرا لمؤهلاته المهنية وروح المسؤولية العالية التي تحلى بها في مختلف المهام التي أسندت إليه".
لا شك إذن أن هذا الوصف هو اعتراف من القيادة العليا للجيش بإحدى إنجازات بلخير الفاورق، الذي يعتبر مهندس عملية الكركرات التي قادها بمهنية وفعالة كبيرة مكنت المملكة المغربية من استعادة الوضع بالمعبر الجنوبي من المرتزقة من دون إطلاق رصاصة واحدة.