لعمامرة يدعي أن استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية يستهدف الجزائر

رمطان لعمامرة

رمطان لعمامرة . DR

في 10/09/2021 على الساعة 22:44

منذ استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، فقد النظام الجزائري عقله تماما. مرة أخرى يؤكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أمس 9 شتنبر 2021، في القاهرة، أن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل يستهدف الجزائر.

خلال أشغال الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد يوم الخميس 9 شتنبر 2021 بالقاهرة، سمح رئيس الدبلوماسية الجزائرية مرة أخرى لنفسه بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب. واستنكر القرار السيادي للمملكة، مثل العديد من الدول العربية والإفريقية على وجه الخصوص، باستئناف العلاقات مع إسرائيل.

وأعطى لعمامرة لنفسه الحق في تقديم الدروس وصرح أمام نظرائه العرب أن "هناك من يسعى للبحث عن أدوار مؤثرة في بنية النظام الدولي عبر إقامة تحالفات هدفها الوحيد تحقيق مكاسب آنية على حساب الأهداف السامية لمنظومة العمل المشترك".

وأضاف "أن هناك من أصبح يستقوي بالعدو التاريخي لضرب الأشقاء والتجني بشكل مباشر على الجار". وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن لعمامرة يشير هنا "إلى أعمال ارتكبها المغرب المتحالف مع الكيان الصهيوني لتقويض مصالح الجزائر".

هذه الخرجة الأخيرة ليست في واقع الأمر إلا مجرد مظهر جديد من مظاهر جنون النظام الجزائري الذي سبق أن اتهم المغرب وإسرائيل بالوقوف وراء حرائق الغابات التي اجتاحت منطقة القبايل مؤخرا، ومساعدة المعارضين الجزائريين المنتمين إلى حركتي الماك ورشاد، بل وحتى التورط في جريمة القتل البشعة لشخص تطوع لإخماد الحرائق في منطقة القبائل، إذ تم القبض عليه والتنكيل به وإحراقه حيا من قبل مجموعة من الشباب في بلدية تابعة لمنطقة القبايل.

هذا الجنون الذي أصاب النظام الجزائري يبرز في موافقها الجامحة، ناهيك عن الهستيريا التي أصابت في الأيام الأخيرة رمطان لعمامرة، الذي استدعى تباعا إلى الجزائر العاصمة، ولكن فقط من أجل أخذ صور عائلية للذكرى، بعض الأطراف في الصراع الليبي والمالي، قبل الطيران إلى نيامي ونواكشوط والقاهرة. ومن المنتظر أيضا أن يزور عاصمتي الكونغو كينشاسا وبرازافيل، إذ أن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية هو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بينما يترأس الكونغو برازافيل اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا.

غير أنه خلال زيارته لنواكشوط الثلاثاء الماضي، أفادت بعض وسائل الإعلام المحلية أن "مراقبي شؤون المنطقة والقارة الإفريقية بشكل عام" يطرحون عدة أسئلة مشروعة حول أسباب وتوقيت هذا الماراثون الذي يقوم به الوزير الجزائري وبشأن ما "يخفيه لعمامرة في ماسورة بندقيته".

على أي حال، فإن المراقبين، وفقا لهذه وسائل الإعلام، متفقون على شيء واحد: لم تفقد الجزائر نفوذها السابق داخل القارة الإفريقية والاتحاد الإفريقي فحسب، بل وأيضا لم يعد لها تأثير على قضية الصحراء الذي تخلت عنها المنظمة الإفريقية، لأنه بالنسبة لها فإن الملف أصبح مغلقا تقريبا. لذلك يحاول لعمامرة إقناع الجنرالات الجزائريين الذين استدعوه بإضرام النار في منطقة شمال إفريقيا، بأنه من خلال الإكثار من رحلاته الدبلوماسية العقيمة في الخارج، يمكن أن يمنحهم القليل من الشرعية في مواجهة الغضب الشعبي الذي يتصاعد في الداخل.

ومع ذلك، من غير المرجح أن سياسة الهروب إلى الأمام ستؤدي إلى صرف أنظار الجزائريين عما يجري داخل بلادهم. والدليل على ذلك: على الرغم من الدعاية الشرسة للطغمة العسكرية وتعبئة جميع وسائل الإعلام الجزائرية لشحن المواطنين الجزائريين ضد المغرب، على أمل جعل معاداة السامية، المتجذرة في الثقافة الجزائرية، كرافعة للكراهية الشعبية ضد المملكة، فإن الجزائريين لا يكترثون لهذه الدعاية البئيسة. فعلى سبيل المثال، قام أحد المؤثرين الجزائريين الملقب بريفكا بإشعال وسائل التواصل الاجتماعي وكشف فشل جميع محاولات الطغمة العسكرية لتشويه صورة المغرب وشيطنته.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 10/09/2021 على الساعة 22:44