بالفيديو – محلل سياسي: معاكسة المغرب هو المشروع السياسي الوحيد للجزائر

Le360

في 28/08/2021 على الساعة 21:00

نظام الجزائر ليس له إلا مشروع سياسي وحيد هو معاكسة ومحاربة المغرب، بحسب الكاتب السياسي عدنان الدباغ، الذي علق على قرار القادة الجزائريين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية.

أكد عدنان الدباغ في حوار مع Le360 أنه أمام الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تمر بها الجزائر، فإن "القادة الجزائريين ليس لديهم إلا مشروع سياسي واحد، وهو معاكسة ومحاربة المغرب، مغرب حديث ومتطور على عدة مستويات".

إن عدوانية القادة الجزائريين تجاه المغرب، حسب قوله، "ليست مشروعا سياسيا، بل هي في حقيقة الأمر عدوانية لا مبرر لها". وأضاف أن المملكة المغربية لديها على العكس من ذلك "مشروع سياسي يهدف إلى تعزيز قوته الإقليمية وإلى أن يصبح لاعبا أساسيا في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط".

لم يكن قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل النظام العسكري الجزائري مع المغرب "مفاجأة"، بل "حتى وزارة الخارجية المغربية أكدت ذلك". وأشار عدنان الدباغ إلى أن قرار قطع العلاقات قد نضج منذ سنوات لأن "الجزائر وجدت نفسها في مواجهة أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية".

أزمة سياسية تفاقمت في عام 2014 بعد "مرض بوتفليقة"، وهي فترة اتسمت بسوء التسيير لدرجة أن السؤال أصبح يطرح حول من حكم الجزائر فعلا. وأوضح الكاتب أيضا أن "انخفاض أسعار النفط جعل أن الجزائر، التي كانت تعيش فوق إمكانياتها، وجدت نفسها بموارد أقل بكثير في مواجهة أزمة اقتصادية رهيبة (...). ثم وجدت الجزائر نفسها في مواجهة نقص في المواد الأساسية، وسط وضع اجتماعي متفجر خلافا لما يدعيه القادة الجزائريون".

أمام هذه الأزمة المتعددة، لاحظ الخبير، أن الجزائر شهدت ولادة حركة احتجاجية شعبية (الحراك). وبالتي، "كان على الجزائر أن تصعد من عدوانيتها تجاه المغرب، من البحث عن كبش فداء أو عدو لأنها كانت بحاجة لعدو في الخارج لتقول إنه إذا كانت هناك مشكلة في الجزائر، فهذا خطأ الآخرين وليس خطأ الحكومة الجزائرية".

يتعلق الأمر بـ"مقاربة كلاسيكية أعطت نتائج سلبية"، حيث إن العدو المعين، في هذه الحالة، المملكة المغربية، عرف تطورا حقيقيا وجوهريا على المستويين الاقتصادي والسياسي. وقال: "شهدنا في السنوات الأخيرة اختراقا هائلا للمغرب للفضاء الإفريقي، وقد تحقق ذلك من خلال عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي".

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن "شركاتنا الناجحة قامت باستثمارات كبيرة للغاية في غرب أفريقيا في مجال المال والخدمات والاتصالات السلكية واللاسلكية". كما حقق المغرب "اختراقا مهما في المنطقة الأورومتوسطية طالما أنه تحكم في تدفقات الهجرة".

وهذا ليس كل شيء، بحسب عدنان الدباغ، فإن المملكة لبت "نداء ليبيا، كما أنها شاركت في تأمين منطقة الساحل وأصبحت أيضا فاعلا مهما في غرب البحر الأبيض المتوسط". يقدم عالم السياسة أدلة حول هذه المكانة الجديدة التي تحتلها المملكة المغربية. "هذا الوضع الجديد للمغرب، كقوة إفريقية، ولاعب مهم في غرب البحر الأبيض المتوسط، وأيضا بلد شهدت بنيته التحتية وتنميته الاقتصادية تطورا مهما، جعلتنا نجد أنفسنا أمام مغرب جديد، جديد بقوته وقدرته على مواجهة المشاكل التي تشهدها المنطقة".

أصبح للمغرب اليوم "وضع يمكن أن يطلق عليه "قوة إقليمية". وأكد قائلا بأن "هذا هو الوضع الذي حلمت به الجزائر منذ الستينيات"، والتي لم تتمكن من الوصول إليه. ونتيجة السباق، "فاز المغرب بهذا التحدي وهو تحد سمح له بتقوية علاقاته الجديدة وتحالفاته الجديدة".

بالنسبة لعدنان الدباغ، "اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، والدور الجديد للمملكة في الشرق الأوسط بفضل إعادة العلاقات مع إسرائيل، وزيارة (رئيس حركة حماس) إسماعيل هنية (إلى الرباط) الذي أكد أنه ليس لدينا مشكلة مع الفلسطينيين وأن العلاقات الجديدة مع إخواننا الأفارقة الذين فتحوا قنصليات في العيون والداخلة تسببت في وضع أصبح مؤلما للغاية بالنسبة للقادة الجزائريين الذين لم يستطيعوا هضمه".

وتساءل الكاتب السياسي قائلا: ماذا العمل في مواجهة هذا الوضع بالنسبة للنظام الجزائري. العمل على ترسيخ "عدوانية إضافية" من خلال تبني "نظرية المؤامرة التي تحولت إلى سخافة، حيث اتهم المغرب بإشعال النار في الغابات الجزائرية".

وخلص إلى أن "الجزائر، التي ضعفت سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لم يعد لها مشروع سياسي. مشروعها السياسي الوحيد هو معاكسة ومحاربة المغرب".

تصوير وتوضيب: محمد بوكويان

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 28/08/2021 على الساعة 21:00