قضية إبراهيم غالي: الموقف غير النزيه لإسبانيا يتسبب في سوء فهم وتساؤلات في المغرب

DR

في 24/04/2021 على الساعة 20:52

استنكر مسؤول كبير في الدبلوماسية المغربية "الموقف غير النزيه" للسلطات الإسبانية التي رحبت سرا بزعيم البوليساريو بهوية مزورة تحت اسم مواطن جزائري يدعى محمد بن بطوش.

بدت أرانتشا غونزاليس لايا، رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، متفائلة كثيرا عندما قالت إن إدخال رئيس البوليساريو إبراهيم غالي إلى مستشفى لوغرونيو لن يكون له أي تأثير على "العلاقات الممتازة" بين إسبانيا والمغرب. وأدلت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، بهذا التصريح للصحافة يوم الجمعة 23 أبريل 2021 في مدريد، بعد لقاء مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي.

بعدما أكدت وجود إبراهيم غالي على الأراضي الإسبانية "لأسباب إنسانية بحتة"، صرحت أرانتشا غونزاليس لايا قائلة: "بالطبع أن هذا المسألة لا تعيق ولا تعكر صفو العلاقات الممتازة التي تقيمها إسبانيا مع المغرب". وأضافت أن المغرب "جار وصديق وشريك متميز" في كل المجالات و "هذا لن يتغير".

وردا على سؤال لـLe360، فوجئ المسؤول في الدبلوماسية المغربية في البداية بتناقض تصريحات الوزيرة الإسبانية.

"من خلال استقبال زعيم الانفصاليين بشكل سري، لم تعتبر السلطات الإسبانية المغرب صديقا وشريكا متميزا وفق الكلمات التي استخدمتها أرانتشا غونزاليس لايا". وأضاف: "إسبانيا تعلم جيداً أن مسألة الصحراء مسألة وجودية بالنسبة للمملكة المغربية. فلماذا إذن فضلت المناورة، إن لم نقل العب، من وراء ظهر المغرب؟".

واستنكر مصدرنا "الموقف غير النزيه الذي يتعارض مع روح الشراكة وحسن الجوار بين البلدين". وقال: "هذا الموقف يثير عدم الفهم والتساؤلات في المغرب".

وذكر المسؤول المغربي أيضا قائلا: "نحن نتعامل مع السلطات الإسبانية بروح من الثقة. وعندما يتعلق الأمر بقضايا مهمة لإسبانيا، مثل الإرهاب أو الهجرة، فإن التفاعل مع المغرب يتم بشفافية كاملة. وعندما في قضية تدرك إسبانيا تماما أهميتها بالنسبة للمغرب، جارنا الشمالي يناور من وراء الكواليس"، قبل أن يتساءل مصدرنا: "أين الثقة والشراكة الاستراتيجية؟".

وعبر المسؤول في الديبلوماسية المغربية عن أسفه بالقول: "عندما تدعي أنك شريك استراتيجي، فيعين ألا تتواطئ مع أعداء هذا الشريك"، مضيفا أن "المغرب أخذ علما بهذا الموقف غير النزيه".

وأوضح المصدر المغربي أن "العامل الإنساني الذي تذرعت به إسبانيا لاستقبال زعيم الانفصاليين كان من الممكن فهمه لو تم تحمل مسؤوليته".

كما تساءل الدبلوماسي المغربي عن الأسباب التي دفعت إسبانيا إلى قبول دخول إبراهيم غالي إلى أراضيها بهوية مزورة. "ما الذي تخاف منه إسبانيا؟ ما الذي تخجل منه؟"، ثم أوضح قائلا: "لماذا تحاول السلطة التنفيذية الإسبانية الالتفاف على القيود التي يفرضها القضاء الإسباني؟".

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن إبراهيم غالي موضوع العديد من الشكايات، المقدمة في إسبانيا، من قبل مواطنين إسبان ومغاربة. أصدرت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب، يوم السبت 24 أبريل، بيانا طالبت فيه السلطات الإسبانية بالقبض على إبراهيم غالي، مع العلم بأن مذكرة توقيف صدرت بحقه من قبل خوسيه دي لا ماتا، قاضي بالمحكمة الوطنية، بسبب ارتكابه لجرائم "الاغتيالات والخطف بحق الكناريين والإرهاب والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية".

وردا على سؤال لـLe360، قال المسؤول المغربي إنه يأمل "أن تتحرر إسبانيا من مخلفات الماضي وأن تتصرف بعيدا عن أي ابتزاز في هذا الملف". وأعرب عن أمله في أن "تتمكن إسبانيا من العمل كشريك مخلص للمغرب".

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 24/04/2021 على الساعة 20:52