سفير ألمانيا بالمغرب يدفع ثمن الخلاف الدبلوماسي بين البلدين

غوتز شميدت بريم سفير ألمانيا في الرباط
غوتز شميدت بريم سفير ألمانيا في الرباط . DR
في 30/03/2021 على الساعة 12:00

سيدفع غوتز شميدت بريم، سفير ألمانيا في الرباط منذ 2017، فاتورة الخلاف الدبلوماسي بين الرباط وبرلين. وتعرض الدبلوماسي لانتقادات لأنه يميل إلى التقليل من شأن تدهور العلاقات بين البلدين.

فقد علم Le360 من مصادر مقربة من وزارة الخارجية أن السفير الألماني لدى المغرب غوتز شميدت بريم سيغادر منصبه. فقد اقترحت برلين على السلطات المغربية اسم شخصية بديلة لهذا المنصب، في شخص توماس بيتر زاهنيسن.

ومن المحتمل أن يتولى توماس بيتر زاهنيسن، الذي يشغل حاليا منصب مدير المساعدات الإنسانية بوزارة الخارجية الألمانية، منصبه في الرباط ابتداء من شهر يونيو المقبل. وإذا أعطت الرباط الضوء الأخضر، سيتولى زاهنيسن منصبه الرابع كسفير، بعدما شغل في السابق منصب سفير لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك في باريس وكابول.

ويأتي هذا التغيير الذي قررته برلين استجابة للتنبيه الذي وجهه ناصر بوريطة بشأن الخلافات العميقة، التي تميز العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا. حيث قررت المملكة في فاتح مارس توجيه جميع علاقاتها مع برلين عبر وزارة الشؤون الخارجية.

مذكرة وزير الشؤون الخارجية الموجهة تدعو مختلف القطاعات الوزارية "لوقف أي اتصال أو تفاعل أو تعاون، سواء مع السفارة الألمانية بالمغرب، أو مع منظمات التعاون الألماني والمؤسسات المرتبطة بها". كما تنص هذه المذكرة على أن "أي استثناء من هذا التعليق لا يمكن أن يتم إلا على أساس اتفاق مسبق صريح من وزارة الخارجية".

مذكرة وزارة الشؤون الخارجية وجهت رسالة حازمة وقوية لبرلين مفادها أن عصر التعاون الانتقائي قد ولى إلى غير رجعة. فقد سئمت الرباط من رؤية الطبيعة النموذجية للتعاون بين المغرب وألمانيا محصورة فقط في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بينما تستمر الفجوة بين البلدين على المستوى الجيوسياسي في الاتساع.

تعددت الخلافات بين برلين والرباط في عام 2020: عقد مؤتمر برلين حول ليبيا دون حضور المغرب، أو عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بدعوة من ألمانيا حول الصحراء في اليوم الموالي للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه...

وقد ظلت احتجاجات الدبلوماسية المغربية بدون رد في ذلك الوقت، خاصة وأن السفير الحالي كان يميل إلى التقليل من حجم التدهور في العلاقات بين البلدين. علاوة على ذلك، لم يجد الدبلوماسي طريقة أفضل للرد على التحذيرات التي أطلقتها الرباط غير اتخاذ قرار تعليق منح تأشيرات شينغن من المغرب. يمكن أن يؤدي تغييره إلى إقامة حوار بناء بين الرباط وبرلين. لكن هذا التغيير الديبلوماسي غير كاف لحل الخلافات العميقة والجوهرية بين البلدين.

تحرير من طرف فهد
في 30/03/2021 على الساعة 12:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800