بالفيديو: رغم تهديدات وإهانات الجيش الجزائري.. الحراك يستعرض قوته في مظاهرات الجمعة 108

الجمعة 108 من الحراك الشعبي الجزائري. (صورة مُتلقطة بالجزائر العاصمة).

الجمعة 108 من الحراك الشعبي الجزائري. (صورة مُتلقطة بالجزائر العاصمة). . DR

في 12/03/2021 على الساعة 17:04

يوم 12 مارس 2021، شهدت جميع المدن الجزائرية الكبرى استعراضا للقوة في يوم الجمعة 108 من الحراك الشعبي. وكان جيش الجنرالات هدفا للشعارات التي رفعها مئات الآلاف من الجزائريين. كما رفع شعار من قبل المتظاهرين ضد تبون وهو شعار "تبون المغتصب".

عشية الجمعة 108 من الحراك الشعبي تميزت بمناورة خبيثة للسلطة التي استعانت في ذلك بالشبكات الاجتماعية والهواتف المحمولة، من أجل تخويف المتظاهرين وثنيهم عن الخروج إلى الشارع. فقد أرسلت كل من وزارة الدفاع الجزائرية وقيادة الدرك الجزائري ملايين الرسائل النصية القصيرة إلى الجزائريين تتضمن العبارة التالية: "استمتع بإجازتك وحافظ على أسرتك".

لم تعمد السلطة إلى تحفيز المواطنين للقيام بجولة سياحية أو الذهاب إلى حمامات الشمس الذكية، بل عمدت إلى تحذير الجزائريين بشكل غير مباشر من تهديد ماكر، وبالتالي طلب منهم البقاء في منازلهم وقبل كل شيء تجنب التظاهر في شوارع المدن الكبرى.

لكن خاب مسعى السلطة. لأن كل هذه التهديدات كانت عديمة الجدوى في نهاية المطاف، لأن التعبئة كانت ببساطة ضخمة وقوية يومه الجمعة 12 مارس 2021 في جميع المدن الرئيسية في البلاد.

© Copyright : DR

في الجزائر العاصمة، تظاهر حشد مكون من عدة مئات الآلاف من الناس، ممتد على مد البصر، في شوارع وسط المدينة وهم يرفعون شعارات: "ما كاين شي انتخابات" (لن تكون هناك انتخابات) و"تبون مزور، جابوه العسكر، مكاينش شرعية" (تبون مزور، فرضه العسكر، وهو ليس شرعيا). ويتعلق الأمر هناك برد الشارع على دعوة الرئيس عبد المجيد تبون للهيئة الناخبة في 12 يونيو المقبل.

ولازال شعار "دولة مدنية ماشي عسكرية" (دولة مدنية وليست عسكرية) هو الشعار المركزي لمظاهرات يوم الجمعة. وهنا يرد الحراك مرة أخرى بكل وضوح على إهانات الجنرالات للحراك والمتظاهرين، عبر وسائل الإعلام الرسمية، ولا سيما على أعمدة العدد الأخير للمجلة الناطقة بشكل رسمي باسم الجيش، مجلة "الجيش". وهكذا وصف الجيش الجزائري حركة الاحتجاج الشعبي هذا الأسبوع بأنها من قبل عصابة من "الخونة" يتلاعب بها الأجانب و"الإرهابيون" لمطالبتهم بـ"دولة مدنية ماشي عسكرية". بالإضافة إلى المجلة العسكرية، ندد المتظاهرون أيضا بوسائل الإعلام الرسمية مثل وكالة الأنباء الجزائرية والشركة الجزائرية للتلفزة وصحيفة "المجاهد"، من بين وسائل إعلام أخرى التي هي تابعة تبعية عمياء للنظام العسكري الأوليغارشي.

العاصمة الآن الجمعة 108 دولة مدنية ماشي عسكرية

Posted by ‎Mohamed Larbi Zitout محمد العربي زيتوت‎ on Friday, March 12, 2021

"مخابرات الإرهابية، تسقط المافيا العسكرية" هو الشعار الآخر الذي رفع على نطاق واسع في المدن الجزائرية. تم إيلاء اهتمام خاص للجنرالين المتقاعدين محمد مدين (المعروف أيضا باسم توفيق) وخالد نزار. طالب المحتجون بأن يدفعا ثمن جرائمهما خلال فترة العشرية السوداء.

Vendredi 108, marche de Tizi Ouzou. #LeCarré #Révolution #Hirak #FreeAlgeria

Posted by Le Carré on Friday, March 12, 2021

كما كانت الشعارات المناهضة للجنرالات هي الأكثر ترديدا في مدن القبايل الكبرى (تيزي وزو والبويرة وبجاية). ففي تيزي وزو، تم تنظيم مظاهرة حاشدة يوم الجمعة 108، على أنغام أغاني الراحل إيدير، ورفعت مئات اللافتات التي تحمل شعارات مختلفة مثل: "من أجل جزائر ديمقراطية، لا عسكرية ولا ثيوقراطية" و"ارحلوا ياعصابة الفاسدين" و"الانتقال، الانتقال" و"لا دولة عسكرية ولا دولة متطرفة"...

كما رفع شعار "دولة مدنية ماشي عسكرية" بقوة في بجاية وعنابة ووهران... وذلك لتذكير الجنرالات بأن السياسيين الذين يديرون شؤون البلاد يجب أن يتم اختيارهم من قبل الشعب وليس من قبل الجنرالات. كما هتف المتظاهرون بشعار "لا للمجلس الوطني الشعبي" (الغرفة السفلى من البرلمان الجزائري) أو شعار "الخائن، هو زغماتي" (وزير العدل الحالي وصاحب مشروع قانون يتعلق بسحب الجنسية من المعارضين الجزائريين المنفيين).

لوحظ في مظاهرات يومه الجمعة 12 مارس مشاركة عدد أكبر من الجزائريين في الشوارع منذ استئناف الحراك في 22 فبراير الماضي. الشعارات التي تستهدف الجنرالات والرجل الذي وضعوه على رأس الدولة كرئيس، لا تدع مجالا للشك بشأن طبيعة مطالب المحتجين. إلى متى ستظل السلطة القائمة تقاوم ضغط الشعب؟

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 12/03/2021 على الساعة 17:04