لماذا يصرّ النظام الجزائري على اختلاق "أزمة" مباشرة مع المغرب؟

DR

في 03/03/2020 على الساعة 17:00

لم يكن النظام الجزائري أبدا بهذه العدوانية تجاه المغرب، كما هو الحال عليه في بداية عهد الرئيس تبون، الذي يريد بأي حال من الأحوال تحويل انتباه المتظاهرين المناهضين للنظام عبر اختلاق "أزمة" زائفة مع المملكة. وفيما يلي التفاصيل.

"أستطيع أن أؤكد لكم أنه منذ عهد الرئيس هواري بومدين، فإن أفضل وأقوى موقف ودعم تلقيناه هو الذي تلقيناه هذه الأيام من الجزائر"، يعترف محمد خداد عضو الأمانة العامة لجبهة البوليساريو الانفصالية.

في الواقع، أعلن عبد المجيد تبون عن نواياه في خطاب تنصيبه كرئيس "منتخب"، في 19 دجنبر 2019، عندما هاجم المغرب علانية ووحدته الترابية. منذ ذلك الحين، تم نشر ما لا يقل عن خمسة بيانات صحفية شديدة اللهجة من قبل وزارة الشؤون الخارجية التي يشرف عليها صبري بوقادوم، الذي واصل هجماته في موضوع سيادي الذي لا يهم البتة بلده، ويتعلق الأمر في هذه الحالة بفتح قنصليات أفريقية (وقريبا من قبل بلدان جزر المحيط الهادئ) في الصحراء المغربية.

من الواضح أن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية تتجاوز (دائما) على جبهة البوليساريو وتندد بكل وقاحة القرارات العفوية والسيادية للدول الأفريقية بفتح قنصليات عامة في العيون والداخلة، بل وصلت بها الوقاحة إلى درجة أنها قامت باستدعاء سفيرها في كوت ديفوار من أجل التشاور المشاورات" من أجل الاحتجاج على فتح قنصلية هذا البلد الأفريقي في العيون!

ولى إذن زمن "الحرب" التي كانت تتم في السابق بالوكالة ضد المغرب عبر الجبهة الانفصالية التي تأتمر بأوامر النظام العسكري الجزائري، من خلال هذه الهجمات العنيفة وغير المبررة التي تقودها الجزائر ضد المغرب. ويتبين بالتالي أنها هي صاحبة المصلحة الرئيسية في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من قبل نظام العقيد الراحل هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد بوخروبة.

آخر حلقة في هذا التصعيد المدبر بمهارة من قبل النظام الجزائري هي إلغاء زيارة مقررة لوزير الخارجية الإسباني، أرانتشا غونزاليس، يوم الأربعاء الماضي إلى الجزائر. وعزت الجزائر قرار الإلغاء إلى "إكراهات أجندة" الوزير بوقادوم، الذي كان على ما يبدو سيرافق رئيس الحكومة عبد العزيز جراد خلال نشاط رسمي لم تحدد طبيعته ولا هدفه!! لا يخفى القيادي الانفصالي محمد خداد الأسباب الحقيقية لهذا الإلغاء: يتعلق الأمر بموقف وزيرة الشؤون الخارجية الإسباني، أرنتشا غونزاليس لايا التي أعادت زميلها في الحكومة ناتشو ألفاريز المنتمي لحزب بوديموس إلى جادة الصواب بعدما ارتكب خطأ لا يغتفر بلقائه في مكتبه بمدريد يوم 21 فبراير مع "وزيرة صحراوية" مزعومة.

هذا دون الحديث عن الخرجة الإعلامية للرئيس تبون نفسه على أعمدة الصحيفة اليومية الفرنسية "لوفيغارو"، حيث اتهم علانية "اللوبي المغربي في فرنسا" بأنه يريد بشكل مباشر "إفساد العلاقات الفرنسية الجزائرية"!! فضلا عما كشفه الوزير بوريطة من توفر المغرب على "وثائق رسمية" تدين الجزائر، لكون تلك الوثائق التي بعثتها الجزائر مؤخرا تحث فيها بلدانا على مقاطعة النسخة المقبلة لمنتدى كروس مونتانا المقرر عقدها في الأيام القليلة الماضية في الداخلة.

بالنظر إلى الوتيرة وحجم العداء والهجوم العنيف للجزائر ضد المغرب ووحدته الترابية، يبدو السؤال حول لماذا هذا العداء والهجوم العنيف مشروعا ومنطقيا.

لنكن أكثر وضوحا: أكمل الشعب الجزائري السنة الأولى من المظاهرات التي بدأها 22 فبراير 2019 للإطاحة بالنظام العسكري الاستبدادي الجزائري ومن أجل إقامة جمهورية جديدة ديمقراطية وشعبية حقيقية.

بعد أن جرب النظام الاستبدادي كل الحلول التي يمكن تصورها لتخفيف الخناق المفروض عليه، لم يجد هذا النظام أي شيء يستند عليه من أجل بقائه على قيد الحياة، إلا التصعيد ضد جاره الغربي، المغرب، ويحاول بشتى الوسائل استفزازه، في محاولة البئيسة لتحويل أنظار الشعب الجزائري الشقيق الذي مازال يتظاهر في الشوارع من أكثر من أجل رحيل كافة بقايا النظام الاستبداد وعلى رأسهم عبد المجيد تبون نفسه.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 03/03/2020 على الساعة 17:00