وقال إدريس الروخ متحدثا عن تجربته كمخرج وممثل في هذا العمل: « فيلم الوترة كان حلما للفنان حميد السرغيني، حيث كان دائم التفكير في الاشتغال على عمل سينمائي يعتمد على الموسيقى والغناء والتمثيل، ولكن أيضا على رحلة الفن والفنان الشعبي داخل المنظومة الغنائية المغربية ».
وأضاف: « الاشتغال على السيناريو مر بمراحل طويلة، حيث تمت كتابته أولا من طرف هشام شكدال، ثم صيغ وأعيدت كتابته مع المهدي شهاب، واشتغلنا على حقائق معينة، رغم أن القصة من ابتكار حميد الشرغيني ».
وحول اختيار أبطال الفيلم، أكد الروخ أن العمل اعتمد بشكل كبير على التراث الشعبي، فكان من الطبيعي أن يكون حميد السرغيني في طليعة الأبطال، لأنه فنان يتقن الغناء الشعبي وله تجربة كبيرة سواء في المسرح الجامعي أو مع فرقة عبيدات الرمى ».
وتابع: « إلى جانب السرغيني، شارك في الفيلم الممثل طارق البخاري الذي اعتبره من أهم ممثلي العمل، والفنانة سحر الصديقي التي أصفها بالممثلة الحرباء، لأنها تشتغل بذكاء واحترافية، ولديها قابلية قوية للتأقلم مع الأدوار ». وكشف الروخ أن « الفيلم ضم أيضا كريم بولمال، الشرقي ساروتي، وإلهام قروي، بالإضافة إلى وجوه أخرى قد تكون أدوارها صغيرة، لكنهم أعطوا دفعة قوية، لأن الفيلم لم يصور دفعة واحدة، بل على مراحل متعددة بين 2022 و2023-2024، وفي أماكن متفرقة مثل بنسليمان، بوزنيقة، المحمدية، الدار البيضاء وغيرها ».
وعند الحديث عن دوره في الفيلم، قال إدريس الروخ: « أجسد في الفيلم دور « محيرش »، وهو شخصية مركبة، تمر بتحول جذري من الانحراف والانغماس في حياة الليل إلى التوبة والتدين. وبعد توبته، يتزوج « محيرش » من زوجة شعيبة، ويربي ولده ».
وعن سبب تصوير الفيلم على مرحلتين، أوضح الروخ: « هناك سبب موضوعي وهو ضرورة الفصل بين فترتي 1987 و2023-2024، لأن لكل فترة ديكورها وملابسها وأكسسواراتها ومكياجها، وحتى فريق العمل تغير جزئيا ».
وأكد الروخ أن هذا التوقف كان فرصة لإعادة صياغة بعض التفاصيل وتحسين حبكة السيناريو.
وأضاف: « هناك أسباب مادية أيضا، لأننا اشتغلنا بإنتاج ذاتي وبإمكانيات شخصية، دون تمويلات داخلية أو خارجية، رغم وجود بعض الأشخاص الذين ساندونا في مراحل معينة، لكن السينما تحتاج إلى المال، وهذه الحقيقة لا يمكن تجاوزها ».
في سؤال حول ما إذا كان الفيلم قادرا على منافسة أفلام الكوميديا المغربية التي تعرض في القاعات السينمائية، أجاب الروخ: « نرى اليوم عددا من الأفلام المغربية تنافس الأفلام الأجنبية والعربية، وهذه المسألة كنا ننتظرها منذ زمن ». وتابع: « سعيد بأن يكون لفيلم « الوترة » مكان ضمن خريطة الأفلام المغربية. الجمهور اليوم له الحق في الاختيار، والأجمل أننا بدأنا نرى أفلاما مغربية تعرض بشكل متتابع، وربما نصل إلى إنتاج 20 أو حتى 30 فيلما سنويا، وهذا يعد تطورا مهما ».