الذكاء مثير جنسياً: لماذا ينجذب بعض الناس جنسياً نحو ذكاء الآخرين؟

DR

في 08/04/2016 على الساعة 16:22

أن يُثار الشخص بفعل الذكاء هذا يعني أن ذكاء الآخر يسبب هذه الحالة لديه. وهذا النوع من الناس ليس بنادر على الإطلاق. فالذكاء مثير بالحقيقة وهناك أدلة علمية كافية تسمح بتعليل هذا الأمر.

بحسب ديانا راب وهي دكتورة في علم نفس وتحليل الشخصية: " إن الدماغ هو أكبر عضو جنسي في جسم الإنسان. فالذين يتكلمون بصراحة عن إثارتهم أمام الذكاء يقولون إن الذكاء يثيرهم فيميلون إلى أن يشعروا بالإثارة الرومنسية إزاء أفكار الشخص الآخر. يحب هذا النوع من الأشخاص أن يتحدثوا مع الآخر بمواضيع فلسفية أو سياسية أو نفسية كمقدمة جنسية لأن هذه المواضيع تدغدغ مشاعرهم.

يظن الناس الذين يثيرهم الذكاء جنسيًا أن للإنجذاب الكثير من العناصر المختلفة إلا أن الذكاء هو العنصر الأهم من بينها. إن القاسم المشترك بين جميع الأشخاص الذين يثارون جنسيًا بفعل الذكاء هو أنهم قادرون على تحديد الذكاء عند الآخرين فورًا وعندما يقومون بذلك يتطلّب منهم الأمر طريقة مميزة جدًا.

مثلًا إن كنتم تقرأون ديوان شعر لشعراء غامضين بعض الشيء ويقترب أحد ما منكم ويعطيكم تعليقًا عن الكتاب فبالنسبة إلى الأشخاص الذين يثيرهم الذكاء جنسيًا هذا الشخص يمتلك معارف تثير اهتمام دماغكم ويمثل نوعًا من سيناريو أكثر إثارة مما نتخيّل. هناك أسباب شتّى تجعلنا ننجذب إلى الآخرين. لكن في مجتمعنا أن يلفت فكر أحد ما شخصاً آخر ويثيره هو أمر غريب بعض الشيء. ولكن هذه هي الحقيقة المرّة وهذا أقل ما يمكن قوله. على الرغم من أنه أمر طبيعي أن ننجذب إلى الذكاء.

الذكاء يجعل المرء أكثر نمواً وانفتاحاً ونضجاً

للمظهر الخارجي بالتأكيد أهمية ولكن الجمال نسبيّ بالنسبة للناس. أما الذكاء فهو دائماً خلافًا للمظهر الخارجي. يعرف الأشخاص الذين يثيرهم الذكاء جنسيًا أن الحوارات الذكية ترضيهم أكثر من المظهر الجميل عندما يتعرّون تمامًا. أعطى العلماء أسباب كثيرة لتفسير العلاقة بين الذكاء والإنجذاب ولكن يبدو أن الأمر ينحصر بالأساس. فالأشخاص الذين يثيرهم الذكاء جنسيًا يعلمون أن الأساس يمكنه أن يوصل إلى مكان بعيد. لهذا السبب يميل الأذكياء إلى أن يكونوا وحيدين ويجدون صعوبة في إعطاء معلومات شخصية عن أنفسهم.

مستوى الذكاء المرتفع IQ يعني إغراءات جنسية مرتفعة

أقرّ تاجر التجزئة لألعاب البالغين الجنسية ‘LoveHoney' أن هنالك علاقة متينة بين الذكاء والنزوات الجنسية. وبحسب معطيات البيع أشار إلى اهتمام زائد بالجنس عند طلاب جامعة "راسل غروب Russell Group" وهي إحدى أعرق الجامعات في العالم. وانطلاقًا من هذه المعطيات يمكننا أن نقول إنّ الأشخاص الأذكياء لديهم نزوات جنسية قوية.

ولكن هذا لا يعني أنهم أقاموا أكثر من علاقة جنسية. وبحسب مقال صدر في العام 2007 تحت عنوان "الذكاء العاطفي"يبدو أن 80% من الرجال و 75% من النساء قد أقاموا علاقة جنسية قبل 19 سنة من العمر خاصة في الولايات المتحدة. وذلك بالمقارنة مع 56% من طلاب السنة الأولى في جامعة برينستون (Princeton) و59% من طلاب السنة الأولى في هارفرد (Harvard)و51% من طلاب MIT الذين اعترفوا أنهم قد أقاموا علاقة جنسية. وهذا ما يدل على أنّالأذكياء لا يقومون بعلاقة جنسية أقل من غيرهم ولكنهم أكثر تطلّباً وذكاءً في هذا الموضوع.

التاريخ التطوري

اختبر البروفيسور جوفري ميلر في جامعة نيو مكسيكو مستوى الذكاء الشامل لدى 400 رجل ثم طلب من كل واحد منهم عينة لسائلهم المنوي. واكتشف ميلر أن الرجال الذين يتمتعون بأفضل نتائج فكرية لديهم الحوينات المنوية الأكثر سلامة. فاعتقد جوفري ميلر أن الدماغ متصل مباشرة بنوعية الحوينات المنوية إذ إن لهذه الأخيرة سمات جينية يمكنها أن تنتقل عبر الأجيال. كما فسّر: " إن سمات الكلام وخفة الظل والذكاء مطلوبة عند الجنسين لأنها كانت منذ القدم ملفتة جنسيًا عند الجنسين."

باختصار، إن الكلام وخفة الظل والذكاء تدلّ فطرياً على أن السائل المنوي بحالة جيدة. إذا فكرتم من ناحية تطوّر البشرية فقد كان أجدادنا يفضلون شريكًا ذكيًا بكل بساطة لكي يؤمّنوا استمراريتهم. فالشريك الغبي لا يضمن الاستمرارية. أما الآن فنحن نتطوّر ولكن هذه الغرائز الأساسية نفسها لا تزال موجودة فينا. فنحن نرغب بشريك مرح وذكي ووفي ّوذلك يجعل الحياة أجمل.

تحرير من طرف عبير
في 08/04/2016 على الساعة 16:22